تستعد اتحادية جمعيات أولياء التلاميذ لرفع تقرير أسود للوزير أبو بكر بن بوزيد يحمل أسماء مدراء كافة الثانويات الذين تلاعبوا بمستقبل التلاميذ عن طريق توجيههم الإجباري. وهي العملية التي مست أزيد من 245 ألف تلميذ، في تخصص تقني رياضي تقرير أسود ضد المدراء المتسببين في ذلك “الكناباست”.. وزارة التعليم العالي وراء تهرب التلاميذ من التخصصات التقنية وهذا بعد الشكاوى العديدة التي تلقتها الاتحادية من الأولياء، بتوجيه أبنائهم ذوي معدلات دون المستوى إلى هذا التخصص، حيث هددوا بالاحتجاج أمام وزارة التربية الوطنية. كشف رئيس اتحادية جمعيات أولياء التلاميذ، أحمد خالد، في تصريح ل “الفجر”، عن تفشي ظاهرة التوجيه الإجباري في أغلبية ثانويات الوطن، مؤكدا أن شكاوى عديدة تلقتها الاتحادية من طرف أولياء التلاميذ ممن أجبروا تعسفا على التوجيه نحو تخصصات غير مرغوبة، والتي تصدرتها شعبة التقني الرياضي، التي طالت جل التلاميذ الذين تحصلوا على معدلات ضعيفة، دون استشارة الجمعيات التي أقصيت، على حد قوله، من اجتماعات مجالس الأساتذة. وهي ذات الشكاوى التي استلمتها “الفجر” من قبل أولياء التلاميذ، بعد أن عمدت ثانوية حلم شعبان على مستوى بلدية تسالة المرجة بالعاصمة، وعلى سبيل المثال على فتح قسم لتخصص التقني الرياضي، يضم 11 تلميذا فقط، رغم أن معدلاتهم لا تسمح بدراسة هذا التخصص باعتبارهم ضعيفي المستوى في مادتي الرياضيات والفيزياء، ما جعل الأولياء متخوفون من إعادة السنة، وتعرضهم للطرد. ثانوية تفتح قسما ل11 تلميذا فقط والأولياء ساخطون هدد الأولياء الذين التقت بهم “الفجر”، بالاحتجاج والتوجه إلى وزارة التربية الوطنية قصد التدخل وإعادة النظر في هذا القرار التعسفي، في الوقت الذي كشف فيه أحمد خالد عن القرار الذي اتخذته الاتحادية بداية من الدخول المدرسي الجاري، والمتعلق بجرد أسماء كل الثانويات التي عمدت إلى التوجيه العشوائي لتلاميذ السنة الثانية، إضافة إلى ذكر أسماء مدرائها والمناطق التي تقع فيها هذه المؤسسات، في تقرير يرفع إلى الوزارة الوصية قصد اتخاذ الإجراءات اللازمة، باعتبار أن القضية لا يمكن السكوت عنها بالنظر إلى أن أكثر من 350 ألف تلميذ متمدرس بين السنة الثانية والثالثة ثانوي، 70 بالمائة، لم يتم توجيههم وفق رغباتهم المطلوبة، وتم توجيههم بطريقة تعسفية، رغم التعليمة التي وجهتها الوزارة، التي أمرت بإعادة إدماج التلاميذ في تخصصاتهم المختارة، والتي لم تطبق، حسب المتحدث، من قبل العديد من مديريات التربية. وأوضح من جهته المكلف بالإعلام على مستوى المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، بوديبة مسعود، أن المشكل الحقيقي في شعبة التقني الرياضي التي تضم أربعة تخصصات، ظهر بعد إلغاء التعليم التقني، وبعدها المنشور الوزاري الصادر في 2008، الذي يجبر الثانويات على فتح على الأقل ثلاثة تخصصات، أما الثانويات متعددة المتاقن ففرض عليها أربعة تخصصات. وأكد بوديبة أن هذا المنشور غير مطبق، لكون التلاميذ يتهربون من هذه التخصصات التي تتطلب كفاءة وقدرات عالية، والمشاكل التي تواجههم على مستوى الجامعات، حيث يحرمون من الالتحاق بالتخصصات التي يريدونها، بحجة أن معدلاتهم متوسطة، رغم أن الحقيقة أن المتفوقين في البكالوريا بمعدل 10 في هذا التخصص يضاهي المتفوق بمعدل 16 في شعبة العلوم مثلا، وهو ما يفسر التخوف من التوجه للتخصص التقني رياضي، حسب المتحدث، في الوقت الذي يجد فيه المدراء وبسبب تعليمة الوزارة، مجبرون على فتح أقسام، يذهب ضحيتها التلاميذ الذين لهم معدلات ضعيفة، خصوصا أن الثانويات لها فائض في عدد أساتذة التقني رياضي. وطالب ممثل “الكناباست” بالمناسبة تدخل وزارة التربية لدى وزارة التعليم العالي، لتسهيل الحصول على التخصصات المرغوبة على مستوى الجامعات وفتح لهم آفاق مستقبلية لتشجيع الأولياء على تسجيل أبنائهم في شعبة التقني رياضي.