يضبط الجزائريون ساعتهم، اليوم، على توقيت مدينة بانغي، عاصمة جمهورية إفريقيا الوسطى، التي سيكون ملعبها بارثليمي بوغاندا مسرحا لمواجهة الجولة الثانية من تصفيات كأس إفريقيا التي ستجمع البلد المنظم بنظيره الجزائري في مناظرة واعدة بين العجوز أكورسي والجنرال الشاب بن شيخة أي نتيجة غير الفوز تعد سلبية ومن أول وهلة يمكن القول إن المنتخب الجزائري لا يملك أي خيار سوى تحقيق الانتصار لإعادة الاعتبار، إرضاء الأنصار وإعادة الدفء إلى الدار بعد موجة المشاكل والشكوك التي حامت حول مستوى "الخضر" عقب تعرضهم للسقوط على الرأس في مواجهة الجولة الأولى بقواعدهم وأمام تنزانيا. وعليه، فأي نتيجة أخرى اليوم غير الفوز ستكون "تبهديلة" جديدة وستزيد بكل تأكيد من عمق أزمة منتخبنا المستهدف من الجميع. الفوز يعني ترقية الجنرال لكن المنتخب الجزائري بخبرة لاعبيه ورغبتهم في كتابة صفحة جديدة للتألق قادر على العودة بالزاد كاملا، نظرا لتباين مستوى وتاريخ المنتخبين اللذين لم يسبق لهما وأن التقيا ومواجهتهما الأولى لا بد أن تعود للمنتخب الأقوى والأكثر خبرة. مطبات في طريق "الخضر" المنتخب الجزائري في خرجته اليوم ببانغي سيكون مطالبا بتخطي العديد من العراقيل التي سيجدها في طريقه، وأولها الغيابات التي مست أبرز الركائز كزياني، مطمور، ڤديورة، قادير، الشاذلي...وآخرهم بودبوز وصولا إلى الحرارة والرطوبة التي تشتهر بها إفريقيا الوسطى وانتهاء بالملعب "الصيني" والجماهير الغفيرة التي تحلم بفوز منتخبها على منتخب مونديالي كبير كالمنتخب الجزائري، خاصة بعد تألقهم في الرباط وعودتهم بنقطة تاريخية سمحت لهم بمبارحة ذيل ترتيب الفيفا لأول مرة في تاريخهم. مبولحي يعد بمباراة قوية هناك إجماع على أن حارس "الخضر" سيكون رايس وهاب مبولحي هو من سيلعب أساسيا بعد أن أظهر قوة وبراعة كبيرتين، كما أن هذا الحارس يتفاءل باللعب في أدغال إفريقيا فخروجه إلى الأضواء كان في إفريقيا الجنوبية أثناء المونديال ولعبه اليوم في إفريقيا الوسطى سيكون فرصة له لزيادة إقناع الأندية الراغبة في ضمه بعد أن تأكد الجميع من أن مستواه أكبر بكثير من البطولة البلغارية. كل هذه المعطيات توحي بأن مبولحي سيلعب مباراة قوية خاصة وأنه مرشح للذهاب بعيدا والسيطرة على منصب حراسة عرين "الخضر" لسنوات طويلة لكونه في ال24 سنة فقط من عمره. كارل مجاني أمام فرصة العمر رغم أن كارل مجاني يلعب في بطولة الدرجة الثانية الفرنسية مع نادي أجاكسيو، إلا أنه قد يحظى بفرصة اللعب أساسيا اليوم، لكونه لعب قرابة ألف دقيقة مع ناديه في كأس الرابطة الفرنسية وهو ما يجعله متفوقا مقارنة بزملائه. وقد يحظى اليوم بفرصة العمر التي عليه أن يستغلها إن أراد أن يعمّر طويلا في أسرة "الخضر". بوڤرة أكثر اللاعبين جاهزية يعد بوڤرة أكثر اللاعبين الجزائريين استقرارا في أنديتهم بعد أن فرض نفسه كأساسي فوق العادة مع ناديه غلاسكو رانجيرس رغم تعدد المنافسات بين البطولة الأسكتلندية وكأسها ودوري أبطال أوروبا، وهو ما يعني أنه أكثر لاعبينا جاهزية وتواجده سيمنح الدفاع الجزائري أكثر قوة ومتانة. عودة بأي حال لعنتر..؟ ستكون مواجهة اليوم مميزة جدا لعنتر يحيى، المطالب بتأكيد استعادته لمستواه مع المنتخب الوطني خاصة بعد أن تحول لمحارب حقيقي مع ناديه بوخوم الألماني. ومن يدري فبعد الشتاء قد يحل الربيع وبعد الإصابة وآلامها قد يعود بطل أم درمان لخطف الأنظار مجددا. بلحاج مطالب بتأكيد أحقيته تعد مباراة اليوم تحديا حقيقيا لنذير بلحاج، الذي طرح علامات الاستفهام وحتى التعجب بعد تفضيله للبطولة القطرية على الدرع الإنجليزي الممتاز. وهذا التحول قد يؤثر على مكانته في "الخضر"، حيث كان أساسيا فوق العادة لكن طريقته لم تكن تعجب المدرب الحالي بن شيخة الذي صرح في أكثر من مناسبة أن بلحاج يفتقد للانضباط التكتيكي. فهل سيلتزم هذا اللاعب بتعليمات مدربه لكسب رضاه وهل سيستعيد حضوره القوي مع التهديدات التي تصله من مصباح...كل هذه الأسئلة سنتعرف على جزء هام من الإجابة عنها بعد نهاية موقعة بانغي. الكل متفائل بمشاركة لحسن كانت لعودة أمير الوسط لحسن ردود أفعال إيجابية نظرا للإضافة الكبيرة التي يمنحها هذا اللاعب، الذي اكتسب خبرة كبيرة من احتكاكه بنجوم الليغا الإسبانية. ورغم أنه عانى بداية الموسم الجاري من إصابة أبعدته عن الملاعب، إلا أنه عاد مؤخرا وستكون مواجهة اليوم فرصة له لإسكات كل المشككين في وطنيته. يبدة سيخدم الهجوم أكثر لا يملك حسان يبدة أي خيار سوى التألق في مواجهة اليوم، لكونه لن يكون محاطا بعيون الجزائريين فحسب بل حتى عيون أبناء عاصمة الجنوب الايطالي نابولي ستكون مركزة عليه في خرجته الدولية. وتشير الأصداء الواردة من بانغي إلى أن المدرب بن شيخة لن يعتمد عليه في الاسترجاع بل سيطالبه باللعب أكثر نحو الأمام ومد المهاجمين بكرات حاسمة نظرا لفنياته الكبيرة التي قد تصنع الفارق. عبدون أساسيا لأول مرة يبدو أن معاناة عبدون أضحت من الماضي، فبعد أن تحوّل هذا اللاعب إلى البطولة اليونانية حيث خطف الأنظار مع ناديه كافالا وتمكّن من خطف مكانة أساسية، كانت مصائب ركائز المنتخب فائدة بالنسبة له لكونه سيلعب أساسيا لأول مرة وهو ما يعني الكثير بالنسبة له، لكونه مطالب بتأكيد أحقيته باللعب أساسيا نظرا لإمكانياته التي سمحت له عام 2001 التتويج بكأس العالم لأقل من 17 سنة مع منتخب الديكة الزرق واليوم انطلاقته الحقيقية مع الأفناك "الخضر". بانغي نقطة انطلاق جابو خطف جابو الأنظار قبل بداية هذا الموسم بمستواه الراقي مع ناديه وفاق سطيف ولم يكن أحد يدري بمن فيهم هذا اللاعب أن أحوال "الخضر" ستشهد تغيرات راديكالية ويجد نفسه مرشحا للعب أساسيا. وعليه فمدينة بانغي قد لا ينساها هذا اللاعب لكونها ستكون نقطة انطلاق مشواره الدولي التي يمكن أن تكون حافلة بالنجاحات. هل سيسجل غزال أم مازال...؟ عندما يلعب المنتخب الوطني فإن غزال وفي أي منصب سيقحم فيه سيكون مطالبا بالتسجيل. وفي مباراة اليوم تبدو فرصة هذا اللاعب مواتية للقضاء على النحس الذي طارده منذ تاريخ 11 أكتوبر 2009 حين عدل ضد رواندا ومن يومها لم يداعب شباك المنافسين. فهل سيفعلها عبد القادر بعد مرور عام كامل ويستعيد كنية "غزال الجزائر" أم أنه مازال مازال...؟ جبور أمام خيار واحد ما يقال عن غزال ينطبق تقريبا على جبور، الذي فقد الكثير من بريقه ولم يعد مهاجما مشاكسا وفعّالا كما فعل في بدايته مع "الخضر". لكن كل ما حدث يجب وضعه في الماضي وفتح صفحة جديدة الآن وإلا فسيجد نفسه مرة أخرى خارج التعداد. زياية مطالب بتدشين عدّاده مع "الخضر" يمر ابن ڤالمة عبد الماليك زياية بفترة صعبة مع ناديه اتحاد جدة السعودي، وعليه فالتألق في مباراة اليوم أمر أكثر من ضروري كما أن الجميع ينتظر تشغيل زياية لعدّاده التهديفي مع "الخضر" الذي لا يزال حتى الآن دون رصيد. أوراق أخرى قد تكون ناجحة حاج عيسى، لموشية، حليش كما يملك الناخب الوطني بن شيخة أوراق إضافية أخرى قد تكون رابحة إذا عرف لاعبا مثل حاج عيسى كيف يستغل الفرصة التي لم يكن هو بالذات ينتظرها. نفس الانطباع ينطبق على العائد لموشية، أما حليش فهو يقول إنه جاهز للعب لكن عليه تفادي المغامرة خاصة وأنه لم يضمن بعد مكانة أساسية في ناديه الإنجليزي والخيار هنا بيد الجنرال المطالب باختيار 11 محاربا للعودة بالزاد كاملا من بانغي.