ولد الشيخ برباش الحسين، المعروف بالشيخ المحفوظ، في 19 نوفمبر 1919 بقرية (آثبوش) دائرة أدكار بولاية بجاية، حيث يعد من الأولياء البحريين المدعوين (إبحريان) ذوي الكرامات العديدة المشهودة، وقد تزوج من شريفة تنتسب إلى الولي الصالح سيدي بوبكر المعروف ب (بوشيكر ) بعرش إليلّتان دائرة إفرحونان، العامرة بالزّوايا والأولياء الصالحين رضوان الله عليهم أجمعين بولاية تيزي وزو، منهم بنو يتسورة الأشراف ذوو (مفاتيح الخير) أهل القرآن والشرف، وهم تسعة وتسعون وليًّا صالحًا كلما غاب واحد منهم أقام الله جلّ علاه وليا آخر في مقامه على مدار السنين. كما تواترت الروايات الصحيحة بشأنهم من طرف الأولياء الكمّل، رضوان الله عليهم جميعا، وكذا بنو إلّيلتان المعروفون بأصحاب “الماء البارد” وبالدعوات المستجابات بإذن الله عزّ وجلّ. وقد توفي رضي الله عنه في 31 جولية 2004، عن عمر ناهز 85 سنة قضاها في السياحة الروحية في البراري والقفار وداخل الوطن وخارجه، ظاهرا وباطنا!! كان رضي الله تعالى عنه من المزورين بصفة دائمة، أينما حلّ وارتحل، سواء في منطقة القبائل أو في ديار الغربة أو في الجزائر العاصمة ببئرخادم، أو في الموقع المعروف ب (جنان الشيخ) ببوغني ولاية تيزي وزو نسبة إليه، حيث تقيم حرمُه إلى اليوم، وحيث يوجد ضريحه الشريف، وهو مكان كان غير آهل بالسكان، يتهرب منه المواطنون لاعتقادهم الجازم بأنه (مسكون) إلى أن حلّ به الشيخ المحفوظ قدّس الله سره، فصار مزارا مقصودا إلى يومنا هذا.. وقد رُويت عنه كرامات كثيرة لا مجال لذكرها في هذه العجالة، لاسيما من مريده (عبد العزيز خيمة) البجائي الأصل، المقيم منذ عدّة عقود بباريس إذ تعّرف عليه أوّل مرة، حينما زار ابنه عمر بباريس عام 1993 فظّل ملازما له في حله وترحاله، ومازال يتردد باستمرار على مقامه كلما قصد الجزائر إبان عطلته السنوية. وذكرت لي حرم الشيخ المحفوظ الشريفة العفيفة أنها اختبرت (عبد العزيز خيمة) مرارا وتكرارا لترى هل تغيّرت نيته ولكنها وجدته في كل مرة محافظا على العهد، لا يتزعزع ولا يتضعضع وهذه من أمارات المريدين الأوفياء الثابتين على العهد والورد والفائزين - إن شاء الله تعالى - بسعادة الدارين، جعلنا الله عز وجل منهم. كان الشيخ المحفوظ (كما سماه الغوث الرباني المعروف بالشيخ أمقران سي زياني قدّس الله سرّه) يكاشف الزوار ويبدي ما سيئ من سلوكات غير الأسوياء، لكنه في آخر حياته أصبح يلتزم التستر في أغلب الأحيان إذ كما قال للأخ عبد العزيز خيمة:”لقد أصبحت أتريّت !!”. خلف الشيخ المحفوظ كوكبة من الأبناء والبنات يبلغ عددهم اثني عشر، يعيش أغلبهم بديار الغربة. هذه نبذة مقتضبة عن أحد الأولياء الأشراف الذين قال في حقهم، عارف بالله: لآل البيت عز لا يزول وفضل لا تدانيه العقول أبو كم الشهم عليٌ وأمكم فاطمة البتول كفاكم يا بني الزّهراء فخرا إذا قيل جدّكم الرسول فاللهّم صلّ على رسولك الأعظم، ونبيك الأكرم سيدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم، وأفض اللهّم على الشيخ المحفوظ وعلى جميع أحبائك وأوليائك من كرمك وجودك ما يرضيهم وفوق الرضّى، وأعد علينا من بركاتهم وكراماتهم وانفعنا بعلومهم الظاهرة والباطنة.