شهدت قاعة الموڤار، أول أمس، العرض الشرفي للفيلم الجزائري- التونسي “شارع النخيل الجريح” للمخرج التونسي عبد اللطيف بن عمار، الذي أراد من خلاله تسليط الضوء على من استشهدوا في صمت في حرب بنزرت صائفة العام 1961، ليتمتع غيرهم بحق الإنتصار والكتابة عن التاريخ كما يحلو لهم الفيلم يروي قصة فتاة تونسية تبحث عن تاريخ والدها الشهيد الذي سقط خلال حرب بنزرت، الواقعة شمال العاصمة التونسية عام 1961، وتواجه خلال عملية البحث عراقيل كثيرة ، خاصة بعد أن تتضارب بعض التفاصيل أمام بعض الكتابات ومحتوى الذاكرة الشعبية. وفي رحلتها هذه تتعرف إلى شاب جزائري يهوى الموسيقى واختار الإستقرار في تونس أيام حرب الخليج سنة 1991. “شامة” التي أدت دورها الممثلة التونسية ليلي واز بطلة هذه القصة وابنة النقابي الشهيد “كمال بن محمود”، أدركت أن الحقيقة غير ما جاء في مخطوط المناضل والمثقف المزيف “الهاشمي عباس”، الذي أدى دوره الممثل التونسي ناجي ناجح، والذي طلب منها الإكتفاء بما جاء في مخطوطه قبل أن يغير رأيه بعد أن اكتشف أنها ابنة ذلك الشهيد، فسحب منها المخطوط وهددها بالشرطة التونسية لإجبارها على مغادرة المدينة، إلا أن الصدفة مكنتها من كشف زوره وبهتانه، لتقرر حينها معرفة حقيقة ما حدث لوالدها، وما حدث للنخيل الجريح الذي يتوسط أبرز الشوارع الرئيسية لمدينة بنزرت، والشاهد المادي الأزلي على همجية الإستعمار الفرنسي في حق الشعب التونسي الأعزل. ومن خلال اللقطات السينمائية المفعمة بجمال الصورة التي استخدمت بالفيلم، تنقلت كاميرا عبد اللطيف بن عمار عبر الزمان والمكان من شتاء العام 1990 إلى صائفة 1961 وإصرار “شامة” على كشف الحقيقة، وبفضل إصرارها ومثابرتها اكتشفت الحقيقة لينتهي الفيلم كما بدأ بمشهد القطار الذي استقلته “شامة” للمجيء لبنزرت، وهو يخرج من النفق إلى حيث لا ندري على أنغام موسيقى فريد عوامر ولقطة الهاشمي عباس الوطني المزيف، وهو على الكرسي المتحرك.. في إشارة واضحة للعقاب الذي يستحقه أمثال هؤلاء. ويشارك في هذا الفيلم أكثر من عشرين ممثل.. من الجزائر ريم تاكوشت، عايدة كشود، الراحل العربي زكال، وحسان كشاش.. ومن تونس ناجي ناجح، ليلى واز، دليلة مفتاحي، شادلي العرفاوي، وصالح مصدق. الجدير بالذكر أن فيلم “شارع النخيل الجريح” عرض مؤخرا في مهرجان كان السينمائي، خلال دورته الأخيرة ضمن تظاهرة سوق الأفلام، كما افتتح في الثامن من أوت الماضي الدورة السادسة والأربعين لمهرجان قرطاج الدولي.