كشف الدكتور غمري العربي رئيس مصلحة بالمؤسسة الإستشفائية الجهوية لطب العيون بلزرق، سابقا، عن إجراء أكثر من 50 عملية جراحية يوميا، كانت تتطلب سابقا نقل المرضى إلى الخارج، وهذا بعدما تم تدعيم المؤسسة بفريق عمل من الأطباء زاد من عدد العمليات الجراحية، في الوقت الذي يتم فحص 220 مريض 600 مريض يستفيد من زرع الشبكية بسبب ارتفاع داء السكري وأحصت ذات المؤسسة، خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية، إجراء 300 عملية خاصة بالشبكية و 400 عملية خلال الثلاثي الثاني. فيما تبقى الأرقام تتضاعف بعد ظهور أمراض عديدة في العين نتيجة الإصابة بالضغط الدموي وداء السكري، الذي زاد في عدد أمراض العيون، حيث تسبب في إجراء 600 عملية زرع الشبكية في فترة 6 أشهر الفارطة، كما تم إجراء 1200 عملية خاص بمرض الكتارات (البياض الذي يصيب العين ويصبح صاحبه لا يفرق بين الليل والنهار). كما كشف ذات المصدر عن فقدان 62 ألف مريض بصره وطنيا، بعد إصابتهم بأمراض مختلفة جعلتهم يلتحقون بقائمة المكفوفين. وقال في سياق آخر، رئيس الجمعية الجهوية لطب العيون، الدكتور مزيان، على هامش إحياء اليوم العالمي لفقدان البصر، أن المنظمة العالمية للصحة طالبت العديد من الدول إجراء إحصائيات دقيقة لمعرفة الرقم الحقيقي للأشخاص الذين فقدوا بصرهم، بعد تعرضهم للإصابة بأمراض العيون وتم دمجهم ضمن قوائم المكفوفين، والجزائر واحدة من بين هذه الدول، بعدما بات يخلّف مرض سرطان العين وأمراض الشبكية ومرض زرق العين وبياض العين، وغيرها، سنويا الكثير من المكفوفين، الأمر الذي بات يدق ناقوس الخطر لتجنيد كل الإمكانيات لمحاربة هذه الأمراض والتقليص منها. كما تعد الجزائر من الدول النامية التي مازالت الأمراض والأوبئة تحدق بها من كل جانب، بعدما أكدت الإحصائيات أن نسبة أمراض العيون لولايات الشمال مثل الجنوب، نتيجة تقلص معدل عمر الإصابة من 50 إلى 55 سنة، حيث تظهر أعراض الإصابة بمرض الشبكية.. أين يبدأ المريض لا يفرق بين الظلام والضوء، والجزائر لا زالت تعاني عجزا في عدد الأطباء الذين لا يزيد عددهم عن 1200 طبيب عيون.. أمام تزايد عدد المصابين. ثلثا المصابين بأمراض العيون فقط يتابعون العلاج أوضح ذات المتحدث ل “لفجر” أن ثلثي المصابين بأمراض العيون يتابعون العلاج، والبقية غير مبالين بخطورتها، خاصة بالنسبة للأشخاص المصابين بداء ضغط العين، حيث أثبتت الدراسات أن بين 25 و 35% من المصابين بالمرض معرضون لفقدان أبصارهم كليا، إلى جانب المصابين بداء السكري الذين يعانون من مضاعفات في العيون بعد ارتفاع نسبة السكر في الدم والعين، ما يفقد المريض بصره أيضا. وفي ذات السياق، أكد الدكتور مزيان أن المصابين بأمراض العيون عددهم اليوم في تزايد مستمر، بعد نمو السكاني السريع وكثرة المشاكل والأزمات النفسية، التي تؤدي إلى تدهور الحالة الصحية للأشخاص، خاصة بالنسبة للمصابين بداء السكري، حيث أن 10% من السكان بالجزائر يعانون من مرض السكري و40% من المصابين لهم مشاكل مع أمراض العيون ونقص في الرؤية، إلى جانب عدم التكفل بأمراض السكري بصفة منتظمة بعد تهاون الأطباء الأخصائيين في مرض السكري في توعية مرضاهم بضرورة إجراء تحاليل “غيموڤلوبيكي” الذي يحدد نسبة السكري في العين لمدة 3 أشهر الماضية لتسهيل تحديد وصفة العلاج. الدكتور مزيان: أخصائيو داء السكري مسؤولون على تدهور حالة مرضاهم البصرية حمّل، من جانب آخر، الدكتور مزيان المسؤولية الأطباء الأخصائيين في داء السكري، بعد تضاعف عدد الإصابات لدى المرضى وحدوث نزيف دموي في العين، نتيجة انفجار الأوعية الدموية لها، خاصة أن مرض السكري يعتبر داء مزمنا له تأثيرات قوية على العين والقلب والكلى، وفي هذه الحالات يتم معالجة المرضى المصابين بأمراض العيون بأشعة الليزر، في الوقت الذي يبقى الكثير من المرضى بعدها يعانون نقص البصر. كما أن هناك أمراض أخرى تكون وراثية ولها علاقة بالزواج العائلي، خاصة مرض زرق العين الذي لم يجد لحد اليوم مختصين من الأطباء الباحثين حقيقة المرض، وأمور كثيرة لا تزال غامضة عنه. وأضاف محدثنا أن سرطان شبكة العين أصبح يأخذ منعرجا خطيرا بعد تزايد عدد المصابين به، حيث وصلت نسبة الإصابة إلى 6 أشخاص من بين 10 آلاف شخص في أوروبا ودول المغرب العربي، والذي يتم على إثره نزع وبتر العين من مكانها، ما بات يتطلب إجراء تشخيص مبكر للتقليص من عدد المصابين. وأكد محدثنا أن الجزائر كانت الرائدة في علاج أمراض العيون، إلا أنه بسبب مغادرة أفواج من الأطباء المختصين للجزائر، وما خلفته الأزمة من عدم الإستقرار الأمني، فقد تأخرنا نوعا ما عما يجري في المحيط الدولي من تقنيات، واليوم.. يضيف: “نواصل المهمة مع ركب الدول المتطورة، خاصة أن الدولة فتحت الأبواب لاستيراد كل الأجهزة الطبية وهناك أزيد من 90% من الإمكانيات متوفرة، ونفس الأجهزة الموجودة لدى الدول المتطورة والمعمول بها في أكبر مستشفيات العالم، بعد فتح باب الإستثمار ودعم البنوك، وكلها آليات ساعدت على التكفل السليم بالمريض وتفعيل سياسة صحية ناجعة.. وتبقى الوقاية دائما خير من العلاج!