أفادت حصيلة تقييمية للخسائر التي خلفتها الأمطار الطوفانية بولاية الطارف، المتساقطة ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء بمعدل 45 ملمترا في تضرر قرى ومداشر بأكملها جرفتها السيول بعد أن قضى سكانها ليلة كاملة في العراء، فيما حرم 3 آلاف تلميذ من مزاولة دراستهم بعد أن قاطعوا الفروض بسبب غرق الأقسام بمياه الأمطار، التي شلت حركة المرور بعد انهيار 12 كلم من الطرقات بفعل السيول الجارفة وطوفان المياه. برأ أمس مسؤولو القطاعات المعنية ورؤساء البلديات والدوائر ذمتهم من الوضعية الكارثية التي حولت منطقة الطارف في مدة قصيرة إلى ولاية منكوبة بعد انسداد قنوات التطهير والبالوعات، فيما فضحت هذه الأمطار سياسة الترقيع والبريكولاج التي يعتمدها المقاولون في إنجاز المشاريع الضخمة، دون مراعاة شروط البناء، خاصة أنه تم تسجيل انهيار 60 مشروعا كلف إنجازه ما يزيد على ألف مليار سنتيم من برامج 8002 - 9002. وحسب الخبرات التقنية التي قام بها مكتب فرنسي فإن سبب انهيار هذه المشاريع التي لم يتعد إنجازها 7 أشهر أنها غير مطابقة لمعايير البناء ومخالفة لدفتر الشروط. تجدر الإشارة إلى أن العائلات التي تضررت سكناتها من الأمطار، تم إسكانها بدور الشباب المتواجدة بالولاية، علما أن ألف مترشح في مسابقات التوظيف قد قاطعوا إجراء امتحانهم بمركز 19 ماي 1956 بالقالة. كما أسفرت الأمطار المعتبرة التي تهاطلت على ولاية عنابة، أول أمس، على تشريد 10 عائلات مكونة من 70 فردا، منهم 12 طفلا و20 امرأة، عقب انهيار جزئي لبناية مكونة من ثلاثة طوابق تقع بحي شارع فرنسا بلاص دارم، حيث وفور بداية تهاوي جدران البناية المتهالكة هب السكان إلى الهروب للشارع. لتتدخل بعد ذلك عناصر الحماية المدنية لإسعاف المنكوبين الذين أصيب بعضهم بصدمة شديدة جراء انهيار مساكنهم، والخوف من تكرار سيناريو وفاة عائلة كاملة من نفس الحي شهر نوفمبر الفارط خلف ثلاثة قتلى تم انتشالهم من تحت الأنقاض. تجدر الإشارة إلى أن السكان كانوا قد صرحوا خلال عدة مناسبات أنهم أعلموا مصالح الدائرة والولاية بالخطر الذي يتهددهم في حال انهيار المباني التي تأويهم، مطالبين بانتشالهم من الوضعية الكارثية التي يقيمون بها، إلا أن مطالبهم لم تلق أي رد، لتكون وجهتهم حاليا الشارع تحت الأمطار والبرد القارس الذي يجتاح الولاية منذ عدة أيام. يذكر أن تقريرا مفصلا عن حالة قرابة 37 بالمائة من سكنات المدينة القديمة تتطلب التهديم الفوري كان قد تم إرساله من قبل لجنة متخصصة في معاينة المباني لجميع مصالح السلطات الولائية، للنظر في حالة المقيمين بهذه المباني التي قد يتسبب انهيارها نتيجة الأمطار، خسائر بشرية فادحة.