نظم كل من بنك الجزائري وصندوق النقد الدولي، يومي 4 و5 نوفمبر الجاري، ورشة دولية حول "الموارد الطبيعية، تنمية وحوكمة"، وهي الورشة التي حضر جلستها الافتتاحية، مدير الصندوق دومنيك ستروس كان، الذي حل بالجزائر بدعوة من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وقبل ذلك عقد ستروس كان ندوة صحفية تطرق فيها إلى نظرته الخاصة حول الاقتصاد الوضعية للجزائر "يمكن القول إن نتائج الجزائر منذ حوالي 10 سنوات من ناحية النمو معتبرة مع معدل تضخم متحكم فيه، ومداخيل معتبرة"، ولكنه أضاف"الفضل يعود إلى المحروقات"، مضيفا شكره للنتائج المسجلة. المدير العام لصندوق النقد، أثنى على الحذر المنتهج في السياسة المالية المطبقة إلى اليوم، موضحا في تصريحات للقناة الثالثة للإذاعة الوطنية، أن صندوق النقد يرى أن الاقتصاد الجزائري في وضعية حسنة، ولكن المشكل الأساسي، يتمثل في أن "هذا الاقتصاد يعتمد كثيرا على الموارد العمومية"، حيث يريد من خلال ذلك الإشارة إلى هشاشة الاقتصاد الجزائري المرتبط بالإنفاق العمومي، القائم في حد ذاته على مداخيل المحروقات، ويوم تتراجع هذه المداخيل، ستتراجع نفقات الدولة، ويومها سيتوقف النمو الاقتصادي. وأوضح مدير صندوق النقد الدولي "على الاقتصاد الجزائري إعطاء العناية الضرورية للقطاع الخاص، يجب أن تكون جميع البنى التحتية التي يتم بناؤها أن يستفيد منها القطاع الخاص". الرهان بالنسبة للجزائر (الدولة الأهم في شمال إفريقيا) "هو بناء قطاع خاص ديناميكي...كما يتحتم على الجزائر تحسين مناخ الأعمال والبيئة التشريعية". وأضاف دومنيك ستروس كان "أن الحكومة تعرف بدقة كل الإشكالات، ولكنه من الصعب عليها تقديم الحلول". ويريد مدير صندوق النقد القول بهذا أن الحكومة "إنكم تتحدثون كثيرا على المشاكل الاقتصادية، ولكن لا تفعلون شيئا لحلها"، وهنا شدد مدير الصندوق على مشكلتين رئيسيتين يعاني منهما الاقتصاد الجزائري: 1 مشكلة البطالة:"معدل البطالة بين الشباب الجزائري أقل من 25 سنة يفوق 20 بالمئة"، مضيفا أن "الشباب هي نعمة الجزائر، وكذلك مشكلة. من أجل استحداث مناصب شغل يجب تطوير قطاع الخدمات ونشاطات أخرى يجب تطويرها في القطاع الخاص". وأضاف مدير الصندوق هذه الجملة وهو يعني من ورائها الكثير من الأشياء "في الجزائر ربما هناك عقلية يجب تطويرها من أجل السماح للريع البترولي بتنويع الاقتصاد". 2 التنوع الضعيف للاقتصاد: المشكل الثاني الذي يعانيه الاقتصاد الجزائري، هو ضعف تنوعه بحسب ستروس كان، "الاقتصاد الجزائري غير متوازن بين قطاع المحروقات والقطاع الحقيقي". وخلال افتتاح الورشة التي نظمت بالجزائر بالتعاون مع بنك الجزائر، أشار ستروس كان "أن الموارد الطبيعية قد تصبح نقمة إذا أسأنا استغلالها". وبخصوص شراء الجزائر لسندات الصندوق، قال المتحدث إن الجزائر غير معنية، مضيفا "أن المشكلة غير مطروحة، لأن 500 مليار دولار، التي أصدرت من قبل تم بيعها كليا".