يعد الشاب المكفوف الطيب مفتاح، ذو ال24 سنة، أحد الذين رفعوا التحدي من أجل تحقيق طموحاتهم العلمية في مجال تكنولوجيات الإعلام والإتصال رغم الظروف الإجتماعية الصعبة والإعاقة. ففي تصريح خلال مشاركته في المؤتمر الدولي الثاني حول استراتيجيات تكنولوجيات الإعلام والاتصال الذي احتضنته وهران من 2 الى 4 نوفمبر، تحدث الشاب الطيب عن تجربته في ولوج فضاءات تكنولوجيات الاتصال وتمكنه من الظفر بوظيفة "تقنية" بالمديرية العامة لاتصالات الجزائر. يقول هذا الشاب المعاق بصريا، الذي ينحدر من ولاية سعيدة، أنه وظف بهذه الشركة سنة 2009 على أساس اختبار مهني، حيث يعمل في مجال "تطوير تطبيقات استعمال الهاتف عن طريق إيصالها بشبكة الإنترنت بالإعتماد على نظم معلوماتية متطورة". وأضاف: "لقد توقفت عن الدراسة مبكرا لأنني لم أرغب في التكوين في الاختصاص الأدبي، وإنما طموحاتي تنحصر في ميدان التكنولوجيات والمعلوماتية التي أتعامل معها وفق تقنيات السمع والمحاورة مع محتويات الإعلام الآلي". وأشار الطيب إلى أنه كان مولعا منذ الصغر بتتبع الحصص الإذاعية المتخصصة في المجالات التكنولوجية، فيما يرى أحد زملائه أنه رغم أن مستواه التعليمي لا يتعدى السنة الأولى ثانوي "إلا أن ميولات الطيب للتكنولوجيا وولعه بالإلكترونيك مكنته من اقتحام هذه المجالات بمهارة متميزة". ويأمل إبن ولاية سعيدة أن تتم مضاعفة الجهود "لتمكين الجمهور الجزائري من الانفتاح بشكل إيجابي على تكنولوجيات الإعلام والاتصال".