أصدر الشاعر الشعبي، أحمد بوزيان، مؤخراً ديوانا شعريا جديدا تحت عنوان ”بين الممنوع والممتنع”، في طبعة أنيقة جدا من توقيع ”الوكالة الإفريقية للإنتاج السينمائي والثقافي”، بالعاصمة، وبدعم من وزارة الثقافة في إطار الصندوق الوطني لترقية الفنون وتطويرها. القارئ لصفحات هذه المجموعة التي تأتي في طبعة ثالثة منقحة ومزيدة، في حوالي 250 صفحة، مرفوقة ب”سي دي”، يكتشف مرة أخرى هذا الفارس الذي اشتهر منذ سنوات طويلة بتقديمه لنصوص عن الوطن، والحب، والإنسانية، بأسلوب جميل يمتد إلى أعماق الروح. كتب الدكتور والأكاديمي أحمد زيان مقدمة هذا الديوان وقال عن نصوص الشاعر إنها تعبّر عن الروح الإنسانية في انتصارها وانكسارها، في أملها وألمها، وفي جموحها وخفوقها، لذلك سيجد المتلقي هذا التشظي والانشطار، ويجد البسمة والدمعة، ويجد الإنسان المتمرد الصاخب، وهو ذاته الإنسان الساكن المهادن، وبين هذا وذاك سيجد الإنسانية بكل ملامحها. يهتم ديوان ”بين الممنوع والممتنع”، حسب الشاعر بالجانب التاريخي، يروي جانبا من الملحمة التاريخية التي شهدها الوطن، وهو ما نلتمسه في نصه ”عبق الرؤيا”، التي رفعها الشاعر إلى روح الشهيد قويدر طواهرية، ونص ”حنين”، الذي تغنى فيه بالوطن العزيز، ونص ”شاهد وشهيد”، الذي رفعه الشاعر إلى روح الفنان المبدع الراحل علي معاشي الذي كان يصرخ في وجه المستعمر الغاشم الذي حاول أن يطمس كل المعالم الفنية والتاريخية لهذا الوطن، ”بلادي الجزائر”، ولم تستطع فرنسا أن تخمد هذه الجملة رغم كل ما فعلته من جرم اتجاه هذا الفنان وشعب هذا الوطن الصامد. يذكر أن الشاعر أحمد بوزيان، يعد أشهر شاعر شعبي في الجزائر ومنطقة المغرب العربي، كرّمه رئيس الجمهورية بوسام الاستحقاق، شارك في العديد من الملتقيات الشعرية التي تقام هنا بالجزائر وخارجها، وهذا ما جعل الأمير سعود الفيصل يمنحه بردته على غرار الشعراء العرب القدامى، صدر له ملحمة ”باب مرزوق”، وديوان ”وحي الوئام”، في عدة طبعات، كما سيصدر له عما قريب ديوان آخر عن دار ”الوكالة الإفريقية للإنتاج السينمائي والثقافي”، وهو يعد أيضا من أول الشعراء الجزائريين الذين أصدروا دواوينهم الشعرية مطبوعة ومسموعة.