ماذا يجري في وسط كرة القدم الجزائرية؟ هل هي لعنة الاحتراف أم ماذا؟.. أم هي لعنة المونديال؟! حناشي يقول إن روراوة أقصاه لمدة سنتين ولا أدري إن كان هذا الكلام حقا أم أنه مجرد أباطيل تستهدف شخص روراوة، ضمن الحملة التي شنتها بعض الأوساط الإعلامية وحناشي على رئيس الفاف. هل يمكن أن يصدق عاقل ما قاله رئيس شبيبة القبائل عن روراوة بأنه طلب منه أن ”يبيع” مقابلة شبيبة القبائل مع الأهلي للفريق الأخير، حتى تتكفل الفاف بتكاليف التنقل خلال منافسة رابطة الأبطال الإفريقية! روراوة الذي وقف الند للند مع المصريين السنة الماضية، هل يعقل أن ينزل إلى هذه الدرجة و”يهدي” مقابلة الشبيبة لفريق مصري، وغيظ السنة الماضية لم يشف بعد؟ أم أن حناشي يريد فقط تأليب الرأي العام الرياضي على رئيس الفاف، لأنه يعرف جيدا رأي الجماهير الرياضية في شخص يتعامل بهذه الطريقة مع المصريين؟! كنت أتمنى أن نحلل بدقة ما جرى منذ تأهل الجزائر إلى المونديال، للاستفادة من الأخطاء المرتكبة، كاختيار بلدان الصقيع لإقامة تربصات الفريق الوطني مع أن هذا الأخير كان سيلعب في مناخ معتدل بجنوب إفريقيا. ومناخ حار في كأس إفريقيا، وكانت النتيجة الخسارة تلو الخسارة، خسارة رياضية، وخسارة في النفقات، والخسارة الأكبر هي النكسة التي تلقاها المناصرون، بل كل المواطنين الذين تعلقوا بالفريق وعلقوا عليه الكثير من الآمال. لكن أن يتحامل حناشي بطريقة عرجاء على رئيس الفاف، ويلفق له اتهامات لا ندري الصحيح منها من الباطل، فهذا لا يخدم الكرة الجزائرية، بل إنه سيضيع ولو القليل من الإنجازات المحققة في فترة سعدان، والتي يرجع الفضل الكبير فيها إلى روراوة الذي بذل قصارى جهده ليكوّن لنا فريقا محترما، ويعود بالكرة الجزائرية من بعيد، بعد أن عرفت ما عرفته كل المجالات الأخرى في الأزمة التي عصفت بالبلاد لأكثر من عشرية. ثم إن كان حقا روراوة تآمر على الفريق القبائلي، واستضاف خصمه مازيمبي من غير أن يعلمه، وإن كان هذا الإجراء خطأ، فالأجدر برئيس شبيبة القبائل أن يحتكم إلى العدالة، وليس ”التهريج” على صفحات الجرائد التي تبحث عن كل شاردة وواردة في الرياضة لتضخيمها مثلما جرت العادة.