نقص كبير يشهده إنتاج السمك بوهران هذه السنة بعدما كان ميناء الصيد للولاية قبلة لكل الصيادين وكذا التجار، إلا أنه منذ مدة سجل الصيادون غيابا كليا للأسماك خاصة نوع السردين، ما أجبر أزيد من 600 صياد على توقيف نشاطهم والإحالة على البطالة الإجبارية بعدما أصبحت السفن تخرج يوميا لكنها تعود بصناديق فارغة، ما عدا بواخر الصيد الضخمة من نوع شالوتي المختصة في صيد السمك الأبيض الذي أصبح سعره ضربا من الخيال. هذا في الوقت الذي وصل فيه سعر الكيلوغرام الواحد من السردين 300 دج، بعد هجرة الأسماك سواحل الولاية باتجاه مناطق أخرى آمنة، على ضوء استعمال الصيادين بميناء الصيد لوهران معدات تقليدية لصيد السمك، وكذا الديناميت، هذا فضلا عن تلوث السواحل بالغازات السامة المتدفقة من البواخر ورمي يوميا كميات ضخمة من النفايات السائلة في الشواطئ مع اختراق الدورة البيولوجية لتكاثر الأسماك وغيرها من الأسباب التي أدت إلى هجرة الأسماك، الأمر الذي سيزيد من نقص الأسماك في الأسواق. وما زاد الطين بلة استعمال بعض أصحاب السفن الكبيرة شبكات صيد محظورة عالميا تعرف “بلاجيك” ذات الحجم الكبير والتي تقضي نهائيا على الثروة السمكية في البحر، بحيث تقوم باصطياد السمك من الحجم الكبير وحتى الصغير جدا وذلك ما بات يشكل خطرا على الثروة البحرية، في ظل غياب المصالح المعنية، ما زاد من تعفن الوضع ومن هجرة الأسماك للسواحل. رداءة الطقس عامل في ضعف الإنتاج وأرجع بعض الصيادين نقص إنتاج السمك سواء الأبيض أو الأزرق والغياب الكلي لسمك السردين إلى تقلبات الطقس التي تؤثر بدورها على البحر، فضلا عن تزايد نسبة التلوث فيه، ما جعل نسبة إنتاج السمك اليومي لا تتعدى في البحر 20 بالمئة مرشحة للتقليص خلال السنوات القادمة. وأوضح ل”الفجر” أحد الصيادين الذي صادفناه بميناء سيدي الكبير أن إنتاج السمك في العام لا يتعدى 300 ألف طن، على أن كل الأرقام التي تعلن عنها مديرية الصيد البحري تعد بعيدة كل البعد عن الواقع. وفي سياق متصل، يقوم وفد من منظمة الصيد البحري الإيراني بزيارة إلى وهران من أجل إنجاز مشروع لتربية المائيات من نوع سمك “الأرتيما” الذي يشتهر كثيرا في إيران المعروفة بثروتها السمكية بعدما تم تحديد الموقع في بلدية أرزيو وذلك في إطار الشراكة بين البلدين، حيث كشفت مصادر من مديرية الصيد البحري بالولاية أن هذه الزيارة تأتي بعد إمضاء اتفاقية تعاون في مجال الصيد البحري بين البلدين في 2004 تليها اتفاقية أخرى في 2008 وبموجبها تم تعيين بلدية أرزيو لاحتضان المشروع الذي من شأنه أن يساعد على تكثيف الإنتاج السمكي بالولاية بعد نفور الثروة السمكية من الولاية، ومن المرتقب أن يرى المشروع النور قريبا حيث سيوظف العديد من الصيادين البطالين.