بعد أن تم تأجيل؛ ثم إلغاء، مسابقة اختيار شعار تظاهرة تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية 2011، التي أطلقتها وزارة الثقافة في منتصف شهر فيفري الماضي، اعتمدت اللجنة المنظمة للتظاهرة، قبل أيام قليلة، شعارا مستنسخا عن شعار القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2009.. وهو الأمر الذي يثير الكثير من التساؤلات أطلقت وزارة الثقافة، من خلال اللجنة المنظمة لتظاهرة تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية، المزمع انطلاق فعالياتها في فيفري القادم مع مطلع السنة الجارية، مسابقة وطنيّة لاختيار شعار التظاهرة برصد جائزة مالية تقدر ب 30 مليون سنتيم لصاحب أفضل شعار، وحددت اللجنة المنظمة - وقتها - تاريخ 31 مارس كآخر أجل لاستلام مشاريع المشاركين في المسابقة، وفق الشروط التي أعلنت علنها لجنة التنظيم، ونشرت بالصحافة الوطنية آنذاك. وكان من المقرّر أن يكشف عن شعار التظاهرة المُختار في الصائفة الماضية ليكون رمز التظاهرة التي ستحتضنها تلمسان، طيلة السنة القادمة، قبل أن تمرّ الصائفة دون أن يظهر للشعار أيّ خبر، في حين أكدت مصادر ”الفجر” أنه تم إلغاء المسابقة أصلا، بحجة ضعف مستوى المشاركة وعدم الإجماع على أيّ مشروع مُشارك.. مما دفع باللجنة المنظمة إلى الإستعانة بالمادة 17 من قانون المسابقة الذي ينصّ على ”أحقيّة تحتفظ اللجنة التنفيذية للتظاھرة بتغيير تاريخ أو كيفيات إجراء المسابقة” (مع العلم أن المسابقة ألغيت ولم تُؤجّل). المثير في قضيّة شعار تظاهرة تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية 2011، ليس في إلغاء المسابقة، وإنما في قبول اللجنة لشعار مستنسخ أو مطابق لشعار تظاهرة سابقة جرت فعالياتها في تونس قبل أقل من سنة (كما يظهر في الصورة) بنفس الشكل والألوان، مع الإستغناء فقط عن الترجمة الفرنسية للشعار، الموجودة في النسخة التونسيّة. هذا التطابق الواضح للشعارين، يتنافى مع ما جاء في المادة الخامسة من قانون المسابقة، والذي ينصّ على أنه ”يتعين على الشعار أن يكون أصليا دون أن تكون ھذه الخاصية تسيء إلى قابليته للإستغلال”. هذه المعطيات الواضحة تدفعنا إلى التساؤل عن السبب الحقيقي وراء إلغاء المسابقة المذكورة، وعن الجهة التي حظيت بقبول مشروع ”الشعار المستنسخ”، وعن سرّ اعتماد شعار هجين، سيكون على مدار السنة القادمة رمزا لحدث كبير بحجم تظاهرة ”تلمسان عاصمة الثقافة الإسلاميّة 2011”.