حكاية ويكي ليكس مع أمريكا والعالم تشبه حكاية ميكي ماوس مع أمريكا والعالم أيضا! أمريكا التي كادت أن تقصف قناة الجزيرة لأنها نشرت بعض الأخبار التي تمس أمن أمريكا وجيش أمريكا.. كيف استطاع هذا الموقع الموجود في أمريكا يتحدى أمريكا ويهدد أمنها والعالم ولا يحدث له أي شيء؟! أمريكا التي صادرت كل مواقع القاعدة على الأنترنت.. واستطاعت حتى إعطاء إحداثيات إرهابي جزائري في بوفاريك لأنه استخدم هاتفا نقالا.. هذه الأمريكا كيف لم تستطع أن تحدد من هدد أمنها وأمن العالم بتزويد ويكي ليكس بهذه المعلومات الرهيبة؟! في العادة عندما تتعرض دولة ما أقل من الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى ما يمس بأمنها تقول للعالم إنها ضحية لمؤامرة خارجية.. فماذا تقول الولاياتالمتحدة في قضية ويكي ليكس هذه ومن يتآمر على أمريكا والعالم؟! هل القاعدة أم الصين أم ماذا؟! أمريكا التي قادت أكثر من 150 حرب عبر العالم خلال القرن الماضي.. وكان من نتائجها إلغاء كل الدول الاستعمارية وذوبانها في دولة استعمارية واحدة بفروع استعمارية قديمة تكون قد انتهت إلى حقيقة جديدة وهي أن القرن الأمريكي الذي أعلن عنه فوكوياما أنه بدأ مع نظرية نهاية التاريخ يكون قد انتهى إلى نهاية القرن الأمريكي وليس بداية القرن الأمريكي كما روج له! ولا يمكن أن نتصور أن ما حدث في أمريكا بسبب الويكي ليكس وبسبب الأزمة العالمية المالية هو مجرد انفلات أمريكي داخلي انتشر في العالم وأحدث هذه الكوارث! قد تكون أمريكا بدأت تنظيف ذاكرات حواسيبها من بعض الأدران العربية والإسلامية خاصة فيما يتعلق بالعمالة والرخص والفساد فظهر هذا الويكي ليكس ليبيع للعرب فضائحهم! لهذا بدأت المحطات العربية في شراء فضائح العرب من ويكي ليكس! أمريكا فعلا دولة حڤارة تخدم بالعمال و"الرخاص" ثم ترميهم مثل الكلاب في آخر المطاف.. وقد فعلت هذا مع العديد من الناس.. وربما أمريكا هي الآن بصدد تبييض صورتها لدى شعوب العالم بكشف الذين يحكمون هذه الشعوب.. لسبب بسيط هو أن مدة صلاحيتهم قد انتهت!