كشفت شهادات من مقربي وأصدقاء رجل الأعمال وأول مدير لشركة “إيني” الإيطالية للمحروقات، أنريكو ماتايي، عن تلقي صديق الثورة الجزائرية لتهديدات صريحة ومباشرة من المنظمة السرية الفرنسية الإرهابية “أو.آ.أس”، بتواطؤ من متطرفي اليمين الإيطالي، جراء مواقفه التي دعمت القضية الجزائرية وحرب التحرير. وتضمن شريط وثائقي أنجزه معهد “لوتشي” الإيطالي للأفلام الوثائقية، تم عرضه أمس بسفارة إيطاليا بالجزائر، بحضور السفير جامباولو كانتيني، ومديرة المركز الثقافي الإيطالي، كونتشيتا باتاليا، شهادات أصدقاء ومقربي أنريكو ماتايي، الذي تلقى حسبهم، تهديدات بالتصفية الجسدية من طرف عناصر متطرفة من اليمين الإيطالي بدعم من منظمة “أو.آ.أس” الإرهابية الفرنسية، بعد أن أبدى ماتايي دعمه المطلق للقضية الجزائرية وثورتها التحريرية. وأكدت الشهادات أن ماتايي، قال لأصدقائه وأعلنها صراحة إنه تلقى “تهديدات من المنظمة السرية الفرنسية الإرهابية ومتطرفي اليمين الإيطالي نظير مواقفه من الثورة الجزائرية”، وأكدت الشهادات أن الشكوك تبقى قوية وقائمة في تورط المنظمة السرية الفرنسية ومتطرفي اليمين الإيطالي في حادثة وفاة أو اغتيال أنريكو ماتايي، بعد أن انفجرت طائرته الشخصية التي كانت تقله، قرب مطار ميلانو، دقيقة فقط قبل هبوطها على مدرج المطار في 27 أكتوبر 1962. وجاءت المناسبة للإعلان عن ملتقى دولي يحمل عنوان “أنريكو ماتايي والجزائر”، سيتم تنظيمه في السابع من الشهر الجاري، برعاية من رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، وسفارة إيطاليا ومركزها الثقافي بالجزائر، وبالتعاون مع الديوان الوطني للثقافة والإعلام والمركز الوطني للأرشيف، حيث أكد السفير الإيطالي بالجزائر، بأن المناسبة ستكون فرصة لعرض وثائق من أرشيف شركة “إيني” الإيطالية التي تعود لتلك الحقبة، بما سيسلط الضوء أكثر على شخصية ماتايي، وطبيعة الدعم الذي قدمه للثورة التحريرية.