قدمت لنا الناشرة الجزائرية "آسيا علي موسى" كتابين للراحل "حسين جميل البرغوتي"، هما "سأكون بين اللوز" و"الضوء الأزرق"، بعدما اشترت الحقوق من زوجته. المؤكد أن خطوة كهذه لن يفكر فيها ناشر مبتدئ على الإطلاق.. كأن يراهن على كتاب أقل ما يقال عنه أن عصي على المتعة، بحيث يتجاوزها ويصير تأملا صوفيا رائقا، لاسيما إذا كان الكاتب حسين البرغوتي مصابا بالسرطان وبينه وبين الفناء شرفة انتظار. الكتابان عبارة عن سيرة ذاتية قدم لها الراحل محمود درويش الذي يؤكد أن الكاتب حالة نادرة لم تأخذ حقها من القارئ، آسيا على موسى خصت القارئ الجزائري بهذا الحق، والحقيقة أن الكتابين متعة لا تضاهيها متعة في جميع كتب السيرة لأن الفترة التي تسبق الموت بالسرطان حالة إبداعية عالية يمكننا أن نميز صدقها، خصوصا إذا كان صاحبها في حد ذاته يتخذ منها وسيلة لعلاج قهر آلامه. قطعا لن نوفي الكتابين حقهما، وسوف نخصص لهما الحيز المناسب، لكن الأمر الذي يطرح للنقاش هو كيف يختار الناشر كتابه، وليس القارئ هذا الذي سيكون مرغما لا بطلا بعد الدور البطولي للناشر، ما هي المقاييس؟ وهل توجد لجنة قراءة بالفعل في جميع دور النشر؟ في أكثر من مناسبة تأكدت أن لجان القراءة هي جماعة من الديناصورات المنقرضة ولا مكان لها إلا في عوالم الخيال، لكن الأمر بالفعل مقلق.. ماذا يفرض إذن علينا الناشر؟ كم عدد الكتب التي نشرت ولا تعادل حتى ثمن ورقها؟؟ فقط لأن عناية الناشر انتقاها بعناية تاجر، ومن هو الناشر أصلا..؟؟ عدد الناشرين في الجزائر يفوق ال 300 ناشر وكلهم دليلنا في القراءة؟ وقدوتنا الحسنة في الاختيار الأمثل.. ولم نسأل يوم عن هوية الناشر. هاجر قويدري