اعتبر مختص بمعهد تسيير التقنيات الحضرية لجامعة المسيلة، أن مدينة المسيلة تعتبر نموذجا عن سوء تسيير المدن بسبب التراجع المسجل بها من حيث العناية بالبيئة والمحيط وتهيئة مساحات خضراء فضلا عن غياب تناغم عمراني دائم قال الدكتور، حجاب مخلوفي، خلال مداخلته ضمن أشغال لملتقى الدولي الثالث حول تسيير المدن بجامعة المسيلة بحضور مختصين من الجزائر وتونس ومصر وفلسطين، أن بعضا من المعطيات التاريخية كانت وراء عدم العناية بمدينة المسيلة من النواحي العمرانية والبيئة والمحيط. ويرجع الأمر حسبه إلى بداية السبعينيات حين تم اللجوء إلى قلع أشجار البلاطان على طول 1 كلم لتوسيع الطريق المؤدية إلى برج بوعريريج، انطلاقا من النواة الرئيسية للمدينة العتيقة التي تضم أحياء العرقوب والكوش وساحة الشهداء. وذكّر المتدخل كذلك بهدم مدرسة المدينة المبنية عام 1890 والمسماة ب “لوي فيدونلوشي” واستبدالها بمقر للأروقة الجزائرية سابقا، فضلا عن أن المدينة عرفت توسعا في اتجاه شمالي لم يكن مرفقا بالاهتمام بالبيئة والمحيط، معتبرا أن الاهتمام بالسكن الذي تفيد الإحصائيات أنه بلغ حاليا بمدنية المسيلة 9 آلاف وحدة سكنية فردية و19500 وحدة سكنية جماعية، أدى إلى بروز مضاربة في العقار وغزو الإسمنت لمواقع كان يفترض أن تكون مساحات خضراء. وأوصى المحاضر بأن يبذل المتدخلون في مجال تسيير المدينة المزيد من الجهد للعناية بالبيئة والمحيط استدراكا لما آلت إليه مدينة المسيلة من تدهور. ومن جهتهم، حصر المنظمون أهداف هذا الملتقى في جمع باحثين في مجال تسيير المدن مع منتخبين وممثلي الجمعيات لمناقشة موضوع تسيير المدن، هذه الأخيرة التي ما فتئت تتوسع دون ضوابط من شأنها أن تعزز دورها الحضاري.ويتوخى منظمو هذه التظاهرة بلوغ هدف ثاني، يتمثل في دعوة مختلف الفاعلين في تسيير المدينة المساهمة في إيجاد حلول لمختلف التحديات والصعوبات المطروحة في مجال تسيير المدن والخروج بتوصيات من شأنها أن تكون قاعدة عمل في تسيير المدن. وحسب المنظمين، فإن هذا الملتقى سيجيب عن بعض الإشكاليات من بينها ماهية المدينة ككيان معقد وذو بعد حضاري والدافع إلى تسيير المدينة حفاظا على الإنسان وما يتهدده من كوارث وأخطار ومساس ببيئته ومحيطه والأهداف العامة للعمران. وفي نفس السياق، يسعى المشاركون إلى الإجابة عن إشكالية أخرى حول كيفية تحقيق منهج ترشيدي في تسيير العقار المبني والمساحات الخضراء ومختلف الشبكات وحركة النقل ووسائل الاتصال. للإشارة، ألقيت في هذا الملتقى أزيد من 30 محاضرة من بينها “مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بين الواقع وطموحات المستقبل حالة دراسة لمخيم الشاطئ بمدينة غزة” للدكتور عبد الكريم حسن محسن من قسم الهندسة المعمارية بالجامعة الإسلامية لغزة و”العلاقة بين النمو الحضري والحراك النقلي بمدينة جيجل من طرف حسينة بوشفرة أستاذة مساعدة بجامعة قسنطينة، ودراسة ظاهرة ارتفاع أسعار الأرض الحضرية القابلة للبناء والعوامل المحددة والمتحكم فيها حالة مدينة المسيلة للأستاذ بن خالد الحاج أستاذ مساعد بجامعة المسيلة، وكذا تأثير زيادة السكان على المجال العمراني في المخيمات الفلسطينية وأثر مواد البناء على تطور تصميم المعمار للسكن في قطاع غزة لمختصين من فلسطين.