أكد الدكتور محمد الهادي لعروق، مختص في التهيئة العمرانية بكلية علوم الأرض بجامعة قسنطينة، أن عمليات التهيئة العمرانية بقسنطينة التي رصدت لها الدولة غلافا ماليا ضخما يعادل 1000 مليار سنتيم، لم تصل إلى الهدف المرجو منها وسجلت تأخرا كبيرا، حيث أضاف في تصريح لحصة البيئة بإذاعة قسنطينة، أن برامج التهيئة العمرانية التي كانت مقررة على مستوى 93 حيا بالولاية خلال الخماسي 2005-2009 لم ينجز منها إلا 30 حيا وبنوعية لم ترق إلى تطلعات المواطنين وكان مردودها متدنيا. الأستاذ لعروق وقف ومن خلال الدراسة التي أجراها على مشاريع تهيئة بكل من أحياء الزيادية، ساقية سيدي يوسف والشطر الخامس لحي 5 جويلية، على الغش الكبير من طرف المقاولات التي توكل إليها مهمة الإنجاز في ظل غياب دور طرف الإدارة التي تفتقد للوسائل اللازمة للمراقبة، وهو الأمر الذي تسبب في ضياع المال العام، حسب ذات المتحدث، الذي أكد أن الملايير تصرف على اعادة تهيئة الأرصفة التي من المفترض أن تدوم على الأقل 6 سنوات إلا أنها لا تدوم إلا 6 أشهر وتبدأ في التلف. وحسب الدراسة التي قام بها الأستاذ محمد الهادي لعروق، والتي وقفت على غياب الشوارع الكبرى بمدينة مثل قسنطينة التي تعتبر في مرتبة العواصم، فإن 70 من السكان الذين شملتهم أشغال التهيئة الحضرية بالأحياء المذكورة سابقا، أبدوا انزعاجا من غياب النظافة اثناء عملية التهيئة التي لم تراع فيها المساحات الخضراء، وكذا قنوات صرف المجاري المائية. السكان الذين شملتهم الدراسة والذين أكد جلهم ان عمليات التهيئة الحضرية حسنت نسبيا من وجه أحيائهم، أبدوا استياء من سوء الإنجاز وبطئه، خاصة وأن أغلب المقاولات المسؤولة عن الإنجاز لم تحترم المدة المتفق عليها ولم تحترم مقاييس الإنجاز، بسبب ما وصفوه بالغش في التنفيذ، إضافة إلى عدم احترام اولويات السكان داخل هذه الأحياء. الدراسة التي أكدت أن 70 من السكان أبدوا استعدادهم للمشاركة في علمية التحسين الحضري، سواء بالمراقبة أو بالاقتراح في ظل محدودية وسائل الإدارة التي لم تهتم بهذا الجانب والمطالبة بتوسيع دائرة مشاوراتها، طالبت وكحل سريع، خاصة وأن هناك أكثر من 63 مشروعا لم تنجز بعد، بإشراك القطاعات الحضرية وجمعيات الأحياء والجمعيات المدنية في عملية التهيئة الحضرية لأحياء المدينة، خاصة من ناحية التأطير وحماية المنشآت المنجزة.