أكد تقرير مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ”أوتشا” أن إسرائيل ماضية في سياستها التعسفية؛ حيث كثفت في الآونة الأخيرة من عمليات تهديم الممتلكات والمباني بالأراضي الفلسطينية، إضافة الى عمليات الإتلاف والحرق التي طالت المزروعات والأراضي وقال التقرير الذي وزعه المركز الإعلامي للأمم المتحدة، أمس الأحد، إن سلطات الاحتلال هدمت في 8 ديسمبر الماضي عشرة مبان سكنية ومدرسة في قرية خربة طانا بمحافظة نابلس بالضفة الغربية بحجة عدم حصولها على ترخيص ما نتج عنه تضرر 15 عائلة. كما تضرر ألفا رأس ماشية بسبب عملية التهديم، حيث تعتبر هذه هي المرة الثالثة منذ عام 2005 التي تتعرض فيها هذه القرية لعمليات هدم مكثفة. وأضاف التقرير أن القوات الإسرائيلية هدمت بئرا للمياه في منطقة الرشيدية في محافظة بيت لحم بالضفة دائما بحجة عدم حصوله على ترخيص للبناء فى ديسمبر الجاري، موضحا أن هذه البئر التي تم ترميمها مؤخرا على يد منظمة دولية غير حكومية تستخدمها خمس عائلات تتألف من 50 شخصا كمصدر للمياه لقطعان ماشيتها. وأشار التقرير إلى أن القوات الإسرائيلية أصدرت أيضا أوامر بوقف بناء 26 مبنى، بينها 25 منزلا (ثلاثة منها قيد الإنشاء) وحظيرة للماشية في قرية قبيا بمحافظة رام الله، وقد تضرر جراء هذه الأوامر 26 عائلة تضم 134 شخص، بينهم 83 طفلا. وأفاد التقرير بأن القوات الإسرائيلية أصدرت أمرا بإخلاء 70 دونما من الأراضي الزراعية المزروعة بكروم العنب وأشجار اللوز غرب بلدة دور بمحافظة الخليل، وتعود هذه الأراضي لثلاث عائلات. وقال تقرير ”أوتشا” إن السلطات الإسرائيلية أبعدت بالقوة عضو المجلس التشريعي الفلسطيني، محمد أبو طير، من القدسالشرقية بعد صدور قرار محكمة إسرائيلية ينص على عدم السماح له بالعيش في القدس وذلك بعد اعتقال دام خمسة أشهر في سجون الاحتلال. وأضاف المصدر أن مستوطنين إسرائيليين نفذوا ثلاثة حوادث نتج عنها وقوع أضرار للممتلكات الفلسطينية في نابلس؛ حيث أحرقوا 150 شجرة زيتون. وذكر التقرير أن نحو 900ر5 ألف شجرة للزيتون قد دمرت أو أتلفت منذ بداية موسم الزيتون وأن ما يزيد على 800 دونم من الأراضي أحرقت على يد المستوطنين. من جهة أخرى، قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إنه يأسف لعدم امتثال إسرائيل لدعوة المجتمع الدولي التي تعكسها اللجنة الرباعية، من أجل تمديد العمل بسياسية تجميد الاستيطان. وحث الأمين العام إسرائيل مجددا على الامتثال لالتزاماتها وفق خارطة الطريق وتجميد جميع الأنشطة الاستيطانية في الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدسالشرقية. وقال بان كى مون في بيان أصدره مكتبه إنه ”بالرغم من ذلك التراجع فمن المهم أكثر من أي وقت مضى أن يتم تعزيز عملية التفاوض التي تؤدي إلى تطبيق حل الدولتين”. أمين سر ”فتح”: لا يمكن أن تحقق عملية السلام نتائج دون مرجعية واضحة أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عبد ربه، أمس الأحد أنه لا يمكن لعملية السلام في الشرق الأوسط أن تستمر وتحقق نتائج من دون أن يكون لها مرجعية واضحة، مؤكدا أن الإدارة الأمريكية ”تراجعت عن تلك المرجعية”.ونقلت إذاعة ”صوت فلسطين” عن السيد عبد ربه قوله أن الإدارة الأمريكية بهذا التراجع ”تعقد الطريق أمام المفاوضات وتجعلها لا معني لها ولا قيمة لها أكثر من كونها إضاعة للوقت تستغله إسرائيل في نشاطاتها الاستيطانية لتغيير معالم القدس والأرض” . وأضاف أن الإدارة الأمريكية تواجه ”امتحانا واضحا في عملية السلام أمام منطقة الشرق الأوسط وشعوبها والعالم ..فإما أن تكون طرفا قادرا على لعب دور فعال في الوصول إلى تسوية وإما أن تكون في موقف المستسلم أمام قوى التطرف في إسرائيل” . وتخلت واشنطن قبل أيام عن مطلبها بتجميد البناء الاستيطاني الإسرائيلي لاستئناف محادثات السلام المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي والتي علقت في الثاني من أكتوبر الماضي بسبب الخلاف على الاستيطان. وأوضح عبد ربه أنه من المتوقع أن يصل المبعوث الأمريكي لعملية السلام جورج ميتشل إلى المنطقة خلال الأسبوع الجاري، مضيفا ”سنرى ماذا يحمل من أفكار وتوجهات وكيف ستعالج الإدارة الأمريكية موضوع النشاط الاستيطاني في القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة”. كما أشار المسؤول الفلسطيني إلى أن هناك اجتماعا ستعقده القيادة الفلسطينية لبحث كيفية توسيع إطار الحملة السياسية الفلسطينية والعربية للاعتراف بالدولة الفلسطينية عام 1967، مشيرا إلى أن هذا ما سيتم طرحه خلال اجتماع لجنة متابعة مبادرة السلام العربية هذا الأسبوع. وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، قد أوضحت أن الولاياتالمتحدة ستواصل الاضطلاع بدور فعال في عملية السلام وستطلق قريبا جولة جديدة من المفاوضات المكوكية لتحقيق تقدم حقيقي في الأشهر المقبلة.