سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الجزائر هي الوطن الثاني للشعوب المظلومة والتضامن الدولي أمر حتمي لمواجهة الاستعمار الحائزة على جائزة نوبل للسلام، ريجوبرتا مينشو، المناضلة الغواتيمالية ل”الفجر”:
تروي الثائرة الغواتيمالية، ريجوبرتا مينشو، المتحصلة على جائزة نوبل للسلام سنة 1992، بعفوية كبيرة، كيف ناهض شعبها الأبي الاستعمار الإسباني، وتعلن بالمقابل تحيتها لجهود الدولة الجزائرية في احتضان المؤتمرات والملتقيات الرامية إلى تحرير الشعوب من نير الاستعمار والاضطهاد أغلبية الدول المستقلة رهينة الاستعمار الاقتصادي وبعض الأطراف لن يروق لها نجاح ندوة الجزائر وتوصي سفيرة النضال الشعوب بعدم الاستسلام وتحصين نفسها ضد الأنواع الجديدة للاستعمار الجديد الظاهر في قالب اقتصادي. في رأيكم، ماذا يمكن أن يقدم تواجدكم بالندوة الدولية المنظمة من طرف الجزائر حول حق الشعوب في تقرير مصيرها، خاصة تلك التي لا زالت ترزح تحت سيطرة الاستعمار؟ السيدة ريجوبرتا منشو: إن تواجدي بالجزائر هو معنى واضح للتعبير عن المسيرة النضالية التي خاضها شعبي ضد الاستعمار الإسباني، ووجودي في ندوة الجزائر فرصة لنقل تجربتنا من جهة للشعوب المضطهدة وتسجيل تضامننا مع الشعوب التي لا تزال ترزح تحت نير الاستعمار، خاصة وأننا عانينا من ويلات التمييز العنصري والقهر والتعذيب، ورغم ذلك واصل شعبي مسيرته النضالية حتى بلغ مرامه، وقد كانت ثمرة تلك الجهود منحي شهادة نوبل للسلام من سنة 1992، بسبب مواقفنا الثابتة وعدم رضوخ شعبنا واستسلامنا. ونحن هنا أيضا، لتبليغ رسالة قوية للشعوب المظلومة للاقتداء بنا وبالثورة الجزائرية لبلوغ أهدافها، حتى وإن كان الطريق صعبا نوعا ما ومحفوفا بالمخاطر والتضحيات والصعاب، إلا أن القاعدة تقول إنه لكل هدف سام ثمن، كما أؤكد من الجزائر أننا سندعم ذلك التوجه في جميع المنابر الدولية التي سنتواجد بها. في تقديركم، لماذا لا تطبق هيئة الأممالمتحدة اللائحة رقم 1514 الداعية إلى ضرورة تقرير الشعوب لمصيرها بكل حرية؟ هيئة الأممالمتحدة لا تطبق اللائحة الأممية رقم 1514، لأن العديد من الدول الأعضاء بالأممالمتحدة ليست مستقلة فعليا وهي ضعيفة في القرار، لأن الدول القوية، لديها مظاهر جديدة لممارسة الاستعمار، الذي أرى أنه متواجد بكثرة حتى في الدول المستقلة، بحكم انتشار الفقر، البطالة، المجاعة وغيرها من المشاكل الأخرى، وإنه لمن العار أن لا تفرض الدول الكبيرة ثقلها من أجل إقرار استقلال الشعوب المستعمرة، كما أقول إن لقاء اليوم هو فرصة لوضع تصور جديد لمناصرة الشعوب التي تعاني من الاستغلال وتسطير آفاق مستقبلية. ما هي في تصوركم هذه الآليات والوسائل؟ لابد من التركيز على الاستقلالية الاقتصادية للدول الأعضاء في الأممالمتحدة وأن تضع أطرا سياسية تنموية تواجه أي إمكانية للرضوخ، وتقطع الطريق أمام الأطماع الأجنبية، التي تلعب في الوقت الراهن على الوتر الاقتصادي وتستعمله حبلا لجر الشعوب الفقيرة نحوها، وجعلها تابعة غير مستقلة حتى وإن كانت سياسيا تبدو أنها تتمتع باستقلالية في القرار في تقديركم، كيف تستطيع دول آسيوية وإفريقية وأمريكية لاتينية التأثير على هيئة الأممالمتحدة الآن، وبأي الطرق يمكنها تغيير الأوضاع ومناصرة الدول المستعمرة كفلسطين والصحراء الغربية؟ أنا لا أنكر قلة حيلة الدول الإفريقية، كما أنها تعاني من مشاكل عديدة، مثل أمريكا اللاتينية، مع المجاعة والبطالة والمستقبل الغامض، ولهذا لا مفر من التعاون، فهو حتمي وتمليه قلة حيلة هذه الدول لمناصرة فلسطين والصحراء الغربية، وأي عمل خارج التكتل والتضامن سيفشل ما تعليقكم على دور الجزائر في تنظيم الملتقى ودورها فيما يخص قضايا تصفية الاستعمار؟ الجزائر هي الوطن الثاني للعديد من الشعوب المقهورة والمستعمرة، وأنا شخصيا أحب كثيرا الجزائر شعبا وحكومة، وأتواجد هنا للمرة الثانية، حيث زرتها سنة 1999، وهذه الملتقيات مهمة لتشريح الأوضاع، فالمشاركون مهمون جدا وبينهم من يستطيع إعطاء دفع قوي للقضايا العادلة. هل تعتقدون أن الندوة ستخرج بنتائج إيجابية؟ نعم، أظن أن الصياغة النهائية للنتائج ستكون إيجابية للغاية، لأنها ستحمل بصمات أشخاص ناهضوا النظام الاستعماري والعنصرية والاضطهاد، وسيضعون تصورا يكون في صالح الجميع والشرعية الدولية، حتى وإن لم يلق رضا البعض، وأتمنى أن تكون ندوات أخرى تستكمل فيها المسيرة. وشكرا.