تحت شعار “معا لوقف العنف ضد الأطفال”، نظمت مديرية النشاط الإجتماعي لولاية البويرة ملتقى ولائيا حول ظاهرة العنف ضد الأطفال، بحضور أساتذة وباحثين ومختصين نفسانيين ومصالح الأمن، مديرية التربية، الدرك الوطني، العدالة، المركز الجامعي، ومديريةالشؤون الدينية اللقاء جرى بدار الثقافة علي زعموم بالبويرة، وعرف تقديم مجموعة من المداخلات حول ظاهرة العنف ضد الأطفال باعتبارها ظاهرة حان الوقت لمحاربتها لأنها تهدد سلامة أطفالنا، حيث هناك عدة أشكال لهذا العنف، منها في الوسط الاسري، الوسط المدرسي، مراكز الرعاية والمؤسسات الإصلاحية، والشارع. كما يتنوع بين العنف الجسدي، اللفظي والجنسي. وتشير آخر حصيلة إلى تسجيل 4600 طفل تعرضوا للعنف منذ بداية السنة الجارية، إلى جانب 781 طفلة تعرضت للعنف الجنسي، وأكثر من 200 طفل كانوا ضحية عنف جسدي في نفس الفترة. للإضافة فإن الملتقى يهدف أساسا إلى حماية الطفل من كل أنواع العنف، سواء من طرف البالغين أوالأطفال، وكذا التكفل وحماية الطفل في الوسط المفتوح مثل العائلة الشارع والمدرسة، وتثمين التنسيق بين مختلف الهيئات المكلفة بالطفل والقيام بعملية التحسيس والتوعية، بمشاركة الحركة الجمعوية للوقاية من أخطار العنف ضد الأطفال. وتعود أهم أسباب هذه الظاهرة، حسب المختصين، إلى ضعف قدرة أفراد الأسرة على تحمل الإحباط والضغط النفسي وكذا ضعف الإحساس بالمسؤولية تجاه أفراد الأسرة، فقدان الإشباع العاطفي والمعاناة من القلق واضطراب الشخصية والشك في تصرفات من حولهم، وكذا قابلية الطفل لاكتساب ثقافة العنف حسب الحالة النفسية التي يعيشها في بيته، دون أن ننسى الخلافات والصراعات الزوجية، الفقر، البطالة، المعاملة التمييزية بين أفراد الأسرة، ومظاهر العنف في البرامج اللتفزيونية وحتى الأنترت. ولتفادي هذه الظاهرة، قال المختصون إن الأمر يتطلب جعل الطفل يشعر أنه أصبح كبيرا وإذا أخطأ فلابد من توجيهه إلى الطريق السوي دون المساس بكرامته، وتفادي العصبية في العامل معه، وعدم الكذب عليه. فضلا عن هذا، فهناك سلوكات أخرى لابدمن القيام بها، وهي الاستماع للطفل وفهمه ومساعدته في حل مشاكله، وتعليمه القواعد التربوية بطريقة إيجابية وعلمية، وغيرها من السلوكات الحضارية التي تساهم في تكوين شخصيته بعيدا عن أي ضغط.