مفاوضات بين الجزائر وبيرن لترحيل الموقوفين علمت ”الفجر” من بعض عائلات الحراڤة العنابيين أن مجموعة من أبنائها، اتصلوا هاتفيا بأوليائهم من سويسرا، ليخبروهم بأن الشرطة السويسرية لمدينتي ”بيرن” و”جنيف”، قد اعتقلت عشرات الحراڤة الجزائريين، وأودعتهم في مراكز حجز وإيواء مؤقتة، بعد أن وجدتهم في حالة تشرد، منذ أكثر من شهر، عقب دخولهم إلى الأراضي السويسرية، متسللين من الحدود التركية. وكان الحراڤة الموقوفون، المقدر عددهم بحوالي 250 حراڤ، أغلبهم من ولايات الشرق الجزائري، من عنابة وسكيكدة، والبعض الآخر من العاصمة والبرج، قد سافروا منذ أكثر من شهر، عن طريق وكالة سياحية إلى ”اسطنبول” بتركيا، ولم يكن هدفهم السياحة بل ”الحرڤة” إلى سويسرا، نظرا لما سمعوه وعلموه من أن الحكومة السويسرية لا تقوم بطرد الأجانب المقيمين بطريقة غير شرعية. وتعتبر سويسرا الدولة الوحيدة في أوروبا التي لم تواجه ظاهرة الهجرة غير الشرعية بشكل كبير ومقلق، مثل فرنسا وبريطانيا، لذا وجدت السلطات السويسرية نفسها عاجزة عن إيجاد حلول لهذه الظاهرة الجديدة عليها، وطالما أن عدد الحراڤة الجزائريين الذين دخلوا سويسرا بر، متواضع جدا ولم يتجاوز 250، لم تقدم السلطات العمومية السويسرية بالمدن التي دخلها الحراڤة الجزائريون على أي تصرف عدواني أو عنصري تجاههم، حسب شهادات الحراڤة الموقوفين. وحسب تصريح إحدى العائلات العنابية التي تلقت اتصالا هاتفيا من ابنها المحتجز بسويسرا، تكون السلطات السويسرية قد باشرت منذ أيام اتصالات مع وزارة الخارجية الجزائرية، لترحيلهم جوا إلى مطار الجزائر العاصمة، لكن على نفقة الحكومة الجزائرية وبمرافقة الشرطة الجزائرية، حسبما يجري التفاوض عليه الآن بين سلطات البلدين. هذا الموقف الذي أبلغته السلطات السويسرية إلى نظيرتها الجزائرية، لا يزال محل دراسة من الطرف الجزائري، لكونها المرة الأولى التي تطلب فيها دولة أوروبية من الجزائر موافقتها على إرسال مجموعة من رجال الأمن الجزائريين إليها لمرافقة ”الحراڤة” الموقوفين إلى بلادهم. ويبدو أن المطلب السويسري نابع من قناعة السويسريين بأن السلطات الجزائرية ستكون أقدر على معالجة الموقف مع مواطنيها، بدل تدخل الشرطة السويسرية واحتمال حدوث تجاوزات عند ترحيل الحراڤة، تحسب على الجانب السويسري. وتعد سويسرا وجهة جديدة للحراڤة الجزائريين بعد فشلهم في اختراق الحواجز الإيطالية والإسبانية.