من المقرر أن تفتح محكمة جنايات مجلس قضاء البليدة، الأسبوع المقبل، ملف قضية استفادة 12 متربصا بمركز التكوين المهني ببوفاريك من التكوين في تخصصات مختلفة، بناء على ملفات كانت تحوي شهادات مدرسية مزورة صادرة عن ثانوية محمد زيدان، إحدى أعرق ثانويات مدينة البرتقال، ومتوسطة شريفي ببلدية الشبلي، حيث ينتظر أن تكشف المحاكمة عن الطريقة التحاق شاب أمي بالمعهد، والذي لم تدس قدماه أبدا المدرسة وتمكن من مزاولة تكوين مهني في تخصص التلحيم. وقائع القضية، حسبما جاء في قرار الإحالة تعود إلى تاريخ 09 /06 /2008 إثر ورود معلومات إلى مصالح أمن دائرة بوفاريك، تفيد بقبول ملفات متربصين بمركز التكوين المهني ببوفاريك، تبين بعد التدقيق فيها أنها تحوي شهادات مدرسية مزورة، لتباشر إثرها مصالح الأمن تحرياتها في الموضوع، والذي تورط فيه أزيد من عشرة أشخاص بتهمة التزوير في محررات إدارية واستعمال المزور. فيما أنكر المتربصون التهم المنسوبة إليهم جملة وتفصيلا، وتراوحت تصريحاتهم بين جهلهم بوجود تلك الشهادات وبين من أصر على أنها تخصه فعلا ولا تلاعبات فيها. ومن بين المتهمين الذي سيمثلون أمام جنايات البليدة، موظفة بذات المعهد، والتي تعمل بمصلحة المحاسبة منذ سنة 1997 بعد أن نالت شهادتها من ذات المعهد. فيما قالت متربصة أخرى إنها لم تضيع فرصة التسجيل في المعهد في إحدى التخصصات بشهادة مدرسية أقل من المستوى المطلوب بعد استدعائها من قبل إدارة المعهد وأن لا دخل لها في ذالك التجاوز. تجدر الإشارة إلى أن غالبية التخصصات التي عرفت تزويرا في تلك الشهادات تتعلق بتكوين التقني السامي في الإعلام الآلي، ناهيك عن تزوير الشهادات المدرسية للإلتحاق بتخصص ميكانيك السيارات وتخصص نظم المعلوماتية. فيما جاء ملف المتربص الأمي، الذي أشرنا إليه، خاليا من أي وثيقة تثبت مستواه الدراسي، قبل أن يتأكد أنه لم يلتحق بالمدارس. فيما توجهت أصابع الإتهام لأحد موظفي المركز، والذي يشغل منصب رئيس المصلحة التقنية والبيداغوجية بعد العثور بداخل ملف ابنته القاصر على شهادة مدرسية مزورة لمستوى الثالثة ثانوي قال إنه يجهل مصدرها. في الوقت الذي أكد كل من مدير الثانوية ومديرة المتوسطة المعنية بتلك الشهادات المزورة أنها غير موجودة في سجلات المؤسسات التي يشرفون عليها، ناهيك عن قولهم أن كل الإمضاءات والأختام التي تخصهم والموجودة عليها باسمهم مزورة..