استعملت قوات الشرطة العصي لتفريق مسيرة ومنعها من الوصول إلى الشارع الرئيسي في العاصمة التونسية للاحتجاج على تفشي البطالة، في مظاهرة نادرة الحدوث.وتجمع نحو ألف شخص بدعوة من نقابات عمالية وحاولوا الخروج في مسيرة، إلا أن عدداً كبيراً من أفراد الأمن منعوهم وضربوا بعض المتظاهرين بالهراوات ذكرت مصادر إعلامية أن عدداً من المحتجين أصيبوا، بينما سجلت حالات إغماء في صفوف آخرين. ورشق المحتجون الشرطة بالحجارة والقوارير وردت الشرطة بضربهم بالهراوات. وأشارت المصادر إلى وقوع نحو عشر إصابات خفيفة لمحتجين، بينهم من أصيب في رأسه، وآخرون نزف دم من وجوههم. وأغلقت الشرطة الممرات المؤدية لنهج محمد علي حتى لا ينضم المواطنون إلى الاعتصام. ورفع المحتجون شعارات مثل “لا لا للاستبداد” و”حق التشغيل واجب وليس هدية” و”سيدي بوزيد رمز الحرية” و”نحتاج للشغلانة حقنا”. واستغرق الاعتصام حوالي ساعتين ألقى خلاله نقابيون كلمات دعوا فيها الأمن إلى إنهاء التعاطي الأمني مع المسيرات وإطلاق سراح كل المعتقلين الذين ألقي عليهم القبض في الاحتجاجات الأخيرة. وكانت الاحتجاجات التي بدأت قبل عدة أيام في مدينة سيدي بوزيد قد توسعت إلى مدن مجاورة، مثل المكناسي وبوزيان والرقاب والمزونة، بعد أن أقدم شاب ثانٍ على الانتحار احتجاجاً على بطالته أيضاً بتسلق عمود كهربائي ولمس أسلاك يمر فيها تيار كهربائي ذو جهد عالٍ. وأخذت الأحداث منعطفاً خطيراً الجمعة حين قتل شاب في مدينة بوزيان التابعة لمحافظة سيدي بوزيد برصاص الشرطة أثناء مواجهات عنيفة بين محتجين وقوات للشرطة كانت تحاول منع الشبان من السيطرة على مركز للحرس في الشغل. وبالموازاة مع هذه التطورات اتهم مجلس النواب التونسي وأربعة أحزاب معارضة ممثلة في المجلس وتوصف بأنها موالية للحكومة قناة الجزيرة القطرية بمحاولة زعزعة استقرار تونس وبث الفتنة في البلاد. واعتبر المجلس والأحزاب السياسية الأربعة في بيانات منفصلة نشرتها مساء الاثنين وكالة الأنباء التونسية الرسمية أن الجزيرة (توخت) في تغطيتها لاحتجاجات اجتماعية على البطالة انطلقت في 17 ديسمبر الجاري بمحافظة سيدي بوزيد (جنوب) “التهويل” و”التزييف” و”المغالطة”. ويذكر أن تونس قطعت في أكتوبر عام 2006 ومن جانب واحد علاقتها الدبلوماسية مع قطر احتجاجا على استضافة الجزيرة في إحدى برامجها” المعارض التونسي الراديكالي منصف المرزوقي (المقيم في فرنسا) الذي دعا التونسيين عبر القناة إلى عصيان مدني سلمي ثم أعادتها بعد نحو عامين اثنين. ومن ناحية أخرى قال عدد من الصحافيين الأعضاء في نقابة الصحافيين التونسيين في بيان إنهم (اعتصموا) يوم الاثنين أمام مقر النقابة “للاحتجاج على التعتيم الإعلامي الممارس على الأحداث الاجتماعية بولاية سيدي بوزيد وطالبوا السلطات بفسح المجال أمام وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية لتناول هذه القضية بكل موضوعية ودون ضغوط.