افادت جمعية الشعري لعلم الفلك بأنه سيحدث يوم الثلاثاء 4 جانفي 2011 ظاهرة فلكية مميزة ويمكن مشاهدتها بسهولة من الجزائر، ألا وهو كسوف جزئي للشمس الذي سيحدث فور شروق الشمس لذلك اليوم. وكما هو الامر بالسنبة للكسوف، لا ينبغي النظر إلى الشمس مباشرة بالعين المجردة كون أن الجزء الغير منكسف للقرص الشمسي يكفي لإلحاق ضرر خطير بشبكية العين. وبالتالي فقط الرصد بالوسائل البصرية المناسبة او بطرق غير مباشرة ( انظر إلى الأسفل) تسمح لنا بالتمتع بهذا المنظر الكوني البديع. وأوضح رئيس الجمعية الدكتور جمال ميموني ونائب رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك بإن هذا الكسوف الجزئي، على الرغم انه يرى بدرجات متفاوتة على ثلاث قارات، إلا أنه سيكون أوروبي بصفة متميزة، كون أن كل بلدان اوروبا دون استثناء ستتمكن من رؤية مراحلها التي تدوم ما يقارب 3 ساعات. سيتراوح مقدار الكسوف بيم 80 بالمئة بسكاندينافيا في أقصى الشمال إلى 70 بالمئة بالجنوب. في حين ان النسبة ستكون في الجزائر ما بين 60 بالمئة بالقل إلى 20 بالمئة في أقصى الجنوب. وسترى كذلك في الشرق الأوسط إلى غاية القوقاز وغرب الصينن أين سيحدث هناك عند غروب الشمس. ويسجل أن هذا الكسوف هو أهم كسوف من الكسوفات الاربعة (ولا واحد فيها كلي) التي ستحدث خلال سنة 2011. وذكر بيان للجمعية، تلقت "الفجر" نسخة منه، أن الكسوف الشمسي يتمثل في توسط القمر بين الارض والشمس مما سيجعل ظل القمر يصل إلى سطح الارض. اما في حالتنا لا يمكن للقمر تغطية قرص الشمس كليا، فبالتالي يبقى دائما جزء منه غير منكسف، مما يجعل الكسوف كسوفا شمسيا جزئيا. بالفعل قمة المخروط الظلي للقمر لا يلتقي بسطح الارض عند اوج الكسوف بل ويكون على ارتفاع 510 كم من سطح الارض. وهذه بعض المعطيات الفلكية المرتبطة بالاطوار المختلفة بالكسوف (الأوقات بالساعة المحلية وبالجزائر العاصمة): - 7:48 بداية الطور الجزئي: تشرق الشمس مع حافتها العلوية منحوتة من طرف القرص القمري. - 8:55 أوج للكسوف: الشمس مغطاة بدرجة % 55 بالقمر وعلى ارتفاع 11 درجة فوق الأفق. - 10:17 نهاية الطور الجزئي: انسلخ القرص القمري كليا من الشمس من حافتها اليسرى وهي على ارتفاع 22 درجة فوق الافق مما تعلن نهاية الظاهرة. وافادت الجمعية أن قدر الكسوف بالجززائر العاصمة سيكون 0.56، في حين ان نسبة التظليل (نسبة سطح الشمس المغطى بالقرص القمري) يصل على 45. %، كما نذكر أن الكسوف الكلي التاريخي ل 11 اوت 1999 (جزئي بالجزائر) الذي أحدث حالة طوارئ قصوى على مستوى الشعب، كانت نسبة التظليل % 55، في حين أن الكسوف الحلقي الذي قطع بدنا قطريا يوم 3 اكتوبر 2005، فكانت هذه النسبة 90 % بالعاصمة دائما. إن رصد الشمس دون احتياطات وقائية للعين خطير جدا، غذ يكفي أن جزء من قرص الشمس ان ننظر إلى جزء من قرص مضيء للشمس بإحداث ضرر لا يعالج لشبكية العين، مع احتمال عمى كلي. فينبغي بالضرورة أن الرصد يتم فقط بنظارات الكسوف أو مرشحات شمسية معتمدة، أو نظارات التلحيم ذات رتبة 14 فما فوق. أما الإمكانية الأاخرى لرصد الكسوف فهي عن طريق غسقاط الكسوف عبر وسيلة بصرية (تلسكوب مناظر مزدوجة...). في غياب ذلك يمكن رصد الظاهرة بإسقاط أشعة الشمس على ورقة بعد تمريرها عبر ثقب صغير في ورق مقوى موجه عموديا مع محور الاشعة الشمسية الواردة (مما يسمح بالنظر للظاهرة دائما في الاتجاه المعاكس للشمس). نسجل أنه في بداية الظاهرة، عندما ترتفع الشمس المنكسفة جزئيا قد تسمح غيوم خفيفة من الجهة الشرقية بتجلي الظاهرة دون أن تشكل خطرا على البصر. لكن القاعدة الاساسية تبقى: لا تنظر ابدا مباشرة إلى الشمس.