لا تزال مئات العائلات القاطنة بقرية الشوافع التي تبعد حوالي 15 كلم جنوب بلدية بيضاء برج بولاية سطيف، وتتميز بمسالكها الجبلة وببروده طقسها، تواجه ظروف حياة قاسية تطبعها العزلة والتهميش المفروضة على هذه القرية منذ فجر الاستقلال. كشفت زيارتنا إلى قرية الشوافع الواقعة في الحدود الجنوبية بين ولايتي سطيف وباتنة مدى معاناة قاطنيها، حيث لم نتمكن من الوصول إلى هذه القرية إلا بصعوبة بسبب الحالة السيئة التي يشهدها الطريق المؤدي إلى هذه القرية، وهو السبب الرئيسي الذي أدى إلى عزوف الناقلين، وولد أزمة خانقة في التنقل من وإلى القرية. وقد أكد هؤلاء السكان في حديثهم ل”الفجر” بأنهم تقدموا بالعديد من الشكاوى إلى السلطات البلدية، غير أن ذلك لم يأت بنتيجة، كما أعرب لنا العديد منهم عن استيائهم من أزمة العطش الخانقة التي تواجههم، حيث وجدنا العشرات منهم ملتفين حول منبع مائي الذي يعد مصدرهم الوحيد للتزود بمياه الشرب رغم قلة شروط النظافة وما يحمله ذلك من مخاطر على صحة مستهلكيه، ورغم بعده عن منازل المواطنين بمسافات طويلة. وقد أثار غضب السكان عدم ربطهم بالأنبوب الذي يمر بمحاذاة سكناتهم ويزود التجمع السكني زراية المجاور لهذه القرية التي تتوفر على نقب حرم منهم السكان الذين يقيمون بمحاذاته. السكان تحركوا في كل اتجاه بحثا عن مخرج لهذه الأزمة التي لازمتهم منذ الصائقة الماضية، غير أن دار لقمان بقيت على حالها، وإلى غاية التفات السلطات المعنية التي تلقت وابلا من الشكاوى، تبقى المعاناة مستمرة. مصالح البلدية أكدت ل”الفجر” أن هناك خللا أصاب المضخة وسيتم إصلاحه في القريب العاجل، مضيفة أنه تم إنجاز خزان بسعة 100 مكعب والثاني 50 متر مكعب وقد تكفلت البلدية بشراء المحول الكهربائي بمبلغ 45 مليون، كما أنجزت شبكة تزويد السكان بالماء الشروب. وأرجعت مصالح البلدية السبب الرئيسي في تذبذب توزيع المياه إلى مشكل استغلال بعض الفلاحين لماء الحنفيات لسقي أراضيهم الشاسعة، وهو ما يتسبب في إفراغ الخزان ولا يكفي لتزويد السكان بالماء الشروب. أما بخصوص مشروع الطريق المؤدي إلى هذه القرية فأكدت ذات المصالح أنه تم تسجيله ضمن البرنامج العادي لسنة 2009 وهو في قيد الدراسة وسيتم إعادة تأهيله في القريب العاجل، كما تم تسليم مشروع إعادة إنجاز جسر “توا غالت” الذي يتوسط القرية إلى المقاول الذي سينطلق في أشغاله خلال الأيام المقبلة.