أثارت الوضعية المتردية لمنشآت قطاع الشباب والرياضة بولاية الوادي، نقاشا حادا بقاعة الاجتماعات في أشغال الدورة العادية الرابعة للمجلس الشعبي الولائي، المنعقدة نهاية الأسبوع الماضي، وذلك عقب تسجيلها للتدهور الفظيع في المنشآت والتأخر الفادح في انطلاق 43 عملية تنموية قطاعية في الشبيبة والرياضة منذ سنة 2003 إضافة إلى تلف عشرات الملاعب الجوارية، والتي تحولت إلى مستودعات وأماكن لرمي القمامة بعد تحطم هياكلها القديمة التي حولها بعض المتسكعين إلى أوكار لممارسة الرذيلة. كشف أعضاء المجلس، في تقاريرهم التي ناقشوها أمام مسمع ومرأى والي الولاية، وجود 63 بالمائة من مشاريع قطاع الشباب والرياضة لم تنطلق منذ سنة 2003، نتيجة بطء وتيرة الإنجاز وتوقف العديد منها، مستدلين بتوقف مشروع المركب الرياضي ببلدية الوادي منذ سنة 2007 رغم بلوغ نسبة الأشغال به نحو 70 بالمائة، وكذا عدم انطلاق 7 عمليات قطاعية مسجلة منذ سنة 2007 منها إنجاز 6 ميادين للتنس. وأضاف هؤلاء أن في سنة 2007 التي سجلت بها 6 عمليات قطاعية انتهت الأشغال إلا في واحدة فقط، رغم كونها تحتوي مشاريع طموحة وضخمة مست عددا من الدوائر، منها مشروع إنجاز قاعة متعددة الرياضات 1000 مقعد ببلدية حساني عبد الكريم، وكذا مشروع قاعة متعددة الرياضات أخرى 3000 مقعد ببلدية الوادي. في حين استغرب تقرير لجنة الشؤون الاجتماعية المعد حول وضع قطاع الشباب والرياضة، وجود 22 عملية في سنتي 2008 و 2009 لم تنطلق هي الأخرى لأسباب تبقى غامضة. أما في سنة 2010 فسجلت 9 عمليات لم تنطلق جميعها أيضا. وأشار التقرير إلى أن العديد من المشاريع المنتهية معطلة بسبب التأخر الكبير في التجهيز، الأمر الذي يتسبب حسبهم في تدهور البناية وتخريبها. كما لم يخف أعضاء المجلس الوضعية المتدهورة لنحو 42 منشاة رياضية، أي بنسبة 90 بالمائة، باتت تتطلب ترميما عاجلا. المطالبة بفتح تحقيق حول تأخر إنجاز المشاريع وقد طالب أعضاء المجلس الشعبي الولائي بتشكيل لجنة تحقيق في تأخر إنجاز مشاريع قطاع الشباب والرياضة وتعثرها، وكذا التردي المسجل في هياكلها. وأوضح الأعضاء أن النقص الفادح في التاطير أدى - حسبهم - إلى تعطل النشاطات وتخريب الهياكل، مضيفين أن أغلب الملاعب مهملة وهي تحتاج إلى إعادة الاعتبار.. يحدث هذا رغم كون بعض البلديات النائية لا تتوفر على ملاعب، مثل بلديتي حاسي خليفة والطريفاوي. وأعاب أعضاء المجلس التمييز في المساعدات وشحها في كثير من الأحيان، مبرزين أن ولاية الوادي في الجانب الرياضي من الناحية المادية والمعنوية بعيدة كل البعد سلبا عن باقي الولايات الأخرى التي تحظى باهتمام ودعم مالي ضخم عكس ولاية الوادي، مطالبين في سياق ذلك بمضاعفة الدعم للنوادي والفرق الرياضية وتخصيص مبلغ مالي للنقل من ميزانيتي البلدية والولاية، مع برمجة لقاءات دورية بين مدير قطاع الشباب والرياضة ومسؤولي الجمعيات والنوادي الرياضية لسماع انشغالاتهم مباشرة والعمل على تجسيد برنامج المخطط الخماسي للولاية 2010 /2014. والي الوادي، وأثناء تعقيبه على تدخلات أعضاء المجلس، شدد على أهمية التقرب أكثر من انشغالات الشباب والاستماع إليهم والتكفل بجميع احتياجاتهم، طالبا من مدير قطاع الشباب والرياضة إعداد مخطط استعجالي لمباشرة عملية انطلاق جميع المشاريع المتأخرة، قبل أن يقدم على إصدار قرارات صارمة في حق المتهاونين في تجسيد مشاريع الدولة، مشيرا إلى أن المرحلة القادمة تتطلب تكاثف الجهود لتجسيد جميع المشاريع التنموية الممنوحة من قبل الدولة لولاية الوادي المدرجة ضمن المخطط الطموح لرئيس الجمهورية.