تتربع الثروة الغابية بولاية البليدة على مساحة تمتد على نحو 65253 هكتار، وتمثل نسبة 44 بالمئة من المساحة الإجمالية للبليدة، إلا أنها باتت مهددة بفعل العديد من الاعتداءات من طرف جهات مختلفة بغض النظر عن الحرائق التي تلتهم سنويا مئات الهكتارات من هذه الثروة الغابية والتي تتزامن مع الفترة الصيفية، تأتي عمليات القطع العشوائي لمختلف الأصناف من أشجار المنطقة لتزيد من حدة التدهور الذي باتت تعرفه الرقعة الغابية بالبليدة، حيث أتت الحرائق في صائفة العام الماضي على نحو 1220 هكتار، وقد تم تسجيل ما لا يقل عن 375 حريق غابة، امتدادا من الفاتح من شهر جوان إلى غاية 31 أكتوبر المنصرم. ويضاف إلى تلك الخسائر ما سجلته محافظة الغابات في حصيلتها السنوية من اعتداءات وقطع عشوائي، حيث رصدت ذات الجهة أكثر من 50 اعتداء غير شرعي على المساحات الغابية والأراضي الفلاحية، حيث تصدّر القطع غير الشرعي للأشجار بالمستثمرات الفلاحية قائمة المخالفات المرتكبة. وحسب ذات المصدر، فإنه حتى وأن عرفت ظاهرة قطع ونقل الخشب تراجعا محسوسا في 2010، قياسا بالسنة الماضية التي شهدت 69 مخالفة عبر المنطقة، إلا أنها ما زالت تشكل تهديدا حقيقيا لهاته الثروة، خاصة أن المخالفين يجدون ضالتهم في هاته الثروة تحت جنح الظلام لنهب وقطع الأشجار وبيعها بأسعار باهظة لورشات تحويل الخشب التي تستعملها في صناعة الصناديق، أو تحول إلى المقاولين الذين يستغلونها في المشاريع السكنية، أو يتم تحويل تلك الأشجار إلى فحم يباع بأثمان مختلفة. ودفعت الاعتداءات المذكورة ذات المصالح إلى التفكير في طريقة للتصدي لهذه الظاهرة، عن طريق الإعلان عن مزاد علني لاستغلال بعض المساحات عن طريق برنامج مدروس للمساحات التي ستعرض للمزاد لفائدة المؤسسات الراغبة في استغلال هذه الثروة بطريقة منظمة ومشروعة، حيث كانت المؤسسات العاملة في قطاع صناعة الخشب المستفيد الأكبر من هذه المزايدات، علما أن الأشجار التي دخلت في حيز المساحات المعروضة للمزاد تتمثل في الأشجار المسنّة، المحروقة واليابسة، والتي بالإمكان الاستفادة منها بعيدا عن باقي المساحات الأخرى. واتخذت مصالح الشرطة الغابية لمحافظة الغابات إجراءات وتدابير أمنية أخرى لمواجهة المعتدين على الغابات بالبليدة، تتمثل في حملات التوعية والتحسيس من مغبة هاته الممارسات، ناهيك عن تكثيف دوريات المراقبة بالتنسيق مع الأسلاك الأمنية المشتركة، إلى جانب تسطير برنامج لإعادة تشجير أكثر من 480 هكتار من الغطاء النباتي عبر إقليم الولاية خلال السنة الجارية، 30 هكتار منها للبلوط الفليني التي تعد من أكثر الأنواع انتشارا على مستوى الأطلس البليدي، الذي تتربع على مساحة إجمالية تقدر بأكثر من 80 ألف هكتار. وفي إطار برنامج التنمية الريفية لاستصلاح الأراضي عن طريق الامتياز، تم تسطير غرس مساحة تقدر ب 183 هكتار من أشجار الزيتون، كما سيتم قريبا أيضا الشروع في غرس 20 هكتار من التين الشوكي و100 هكتار أخرى لتثبيت حواف المجاري.