توفي، أمس، بمستشفى الدرارية بالعاصمة الشاب لطفي معامير الذي أضرم النار في جسده، داخل مقر المجلس الشعبي الولائي، في 17 جانفي الماضي، متأثرا بجروحه البليغة التي تعرض لها إثر إقدامه على هذه العملية للمطالبة بالسكن والعمل. حسب أقارب الضحية، فإن الشاب لطفي توفي ليلة أمس بعد صراع مع حروقه التي أثرت عليه نفسيا وأدخلته في غيبوبة لأكثر من مرة، متحسرا على الوضع الذي آلت إليه صحته، بعدما قام بسكب البنزين في جسده أمام مكتب رئيس المجلس الشعبي الولائي وإضرام النار للفت انتباه السلطات الولائية لحالته الاجتماعية الصعبة التي كان يتخبط فيها، وقد نقل جيرانه ل “الفجر” الحالة الهسترية التي كان يعاني منها الشاب لطفي قبيل إقدامه على عملية حرق جسده، خاصة وأن لطفي البالغ من العمر 36 سنة، متزوج وأب لأربعة أطفال، كان يقطن بحي النور الشعبي واضطر في ظل عدم امتلاكه للسكن للرجوع رفقة عائلته إلى منطقة ريفية ببلدية ورماس التي ينحدر منها هربا من صعوبة المعيشة اليومية. وقد نقل المتوفى إلى مستشفى الدرارية بتكفل كامل من قبل الدولة بعد تعليمة وزير الداخلية لمصالح الولاية، بأخذ كل التدابير لضمان التكفل الصحي به إذ سخر له سيارة وممرضا خاصا تنقل معه إلى العاصمة، ومكث هناك طيلة هذه المدة إلى أن تمّ إبلاغ عائلته، ليلة أمس، بوفاته. وقد نزل الخبر كالصاعقة على أفراد عائلته، خاصة زوجته وأولاده الذين أجهشوا بالبكاء طويلا، ما حرك مشاعر العشرات من سكان المنطقة ممن تنقلوا لتقديم العزاء لأفراد عائلته.