يشتكي قاطنو حوش برنادي، الواقع ببلدية موزاية غرب ولاية البليدة، والذي يضم نحو 40 عائلة، من التهميش المتعمد منذ عشرين سنة دون أن تأخذ مطالبهم بعين الاعتبار، والتي يتقدمها انتشالهم من خطر فيضان وادي بورومي الذي يهددهم مع كل موسم تساقط للأمطار. وما زاد من تخوف هذه العائلات أن مساكنها من الطوب الذي كرس بالمنطقة مظاهر الحياة البدائية. وتعد المزرعة رقم 15، أو حوش برنادي، عنوانا لتجمع سكاني يفتقر إلى أبسط ضروريات الحياة الكريمة التي أهدرت بين حفر العفن التقليدية التي تم توجيهها نحو الوادي الذي يقيمون على ضفافه، ما تسبب في انتشار روائح كريهة لا تطاق زادت الوضع من تعقيد الوضع الصحي، حيث تم تسجيل عدة إصابات ببعض الأمراض الجلدية، بسبب أن الأطفال لا يعرفون مكانا آخر للعب إلا وسط تلك المسالك التي لا تزيد عن كونها بركا من المياه على مدار السنة. أما عن المسلك الذي يربط هذه الأكواخ بوسط المزرعة فيقدر ب 3 كلم، حيث تظهر وعورته في اعتماد السكان في تنقلاتهم على ظهور الحمير، وهو ذاته المسلك الذي يضطرون إلى عبوره لقضاء حاجيتهم في ظل رفض أصحاب السيارات ولوج الحي، لاسيما أصحاب شاحنات توزيع وبيع قارورات غاز البروبان. تجدر الإشارة إلى أن غالبية قاطني هذه الجهة من بلدية موزاية، استقرت بالمنطقة خلال العشرية السوداء التي أجبرت عدة عائلات على الفرار من الولايات الداخلية والاستقرار بالبليدة، على غرار المدية، عين الدفلى وتسمسيلت، في الوقت الذي يؤكد السكان أنهم تلقوا العديد من الوعود لترحيلهم من حوش برنادي إلى سكنات لائقة، مضيفين أن جل تلك الوعود يتلقونها في فترة الانتخابات، لتتبخر بعدها مع مرور الأيام..