تأسف المخرج المسرحي الجزائري، زياني شريف عياد، من أسلوب الرقابة والمنع الذي يمارس على شخصه وأعماله في حرب غير مبررة حسبه من قبل مافيا الثقافة، مؤكدا أن اعتراضه هذه المرة على الإقصاء لا علاقة له بتظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية قناعة منه أنها استمرارية لباقي التظاهرات الثقافية الضخمة التي تتكرر معها نفس الأسماء والشخصيات لتكون النتيجة في النهاية كارثية. تساءل المخرج زياني شريف عياد في ندوة صحفية نشطها أمس بمقر يومية “الوطن “ عن سبب مجمل العراقيل التي تتعرض لها أعماله في الجزائر، على الرغم من أنه يلقى كل الترحيب في فرنسا التي يقول إنها الممول الوحيد لمجمل أعماله مع مسرح “القلعة “، منوها إلى حقيقة أنه لم يكن يسأل أبدا عن وجهة هذه الأموال ثقة منهم في الفنان، يحدث هذا - يضيف المخرج - في الوقت الذي يتعرض فيه إلى الإقصاء غير المبرر في الجزائر والذي كان بداية من تنحيته من مهامه كمدير للمسرح الوطني في 2003 بقرار وصفه ب”الارتجالي” من قبل وزيرة الثقافة خليدة تومي. وأوضح زياني شريف عياد أنه قام بمراسلة وزارة الثقافة مند شهر، موضحا من خلالها كافة العراقيل التي يتعرض لها في الجزائر إلا أنه لم يتلق أي رد إلى الآن، وتضمنت هذه الرسالة مظاهر الرقابة الممارسة على أعماله بداية من 2007 وتزامنا مع تظاهرة “الجزائر عاصمة الثقافة العربية”، إلى جانب رفض عدد من المسارح الوطنية عرض أعماله بداية من مسرحية “المشينة” التي كان من المفترض عرضها 15 مرة إلا أن الاتفاق المبرم مع الوكالة الوطنية للإشعاع الثقافي ألغي دون سابق إنذار، وهو ما خلق مشاكل بالنسبة إليهم، وصلت إلى درجة تهديدهم بالمحاكمة بتهمة عدم الالتزام بالاتفاق. كما تعرف مسرحيته الأخيرة “القربي يا صديقي” نفس العراقيل، وتتواصل معاناته مع عدد من المسارح الجهوية على غرار مسرح باتنة وبجاية، فبعد الاتفاق معه على أعمال مسرحية وقبل الشروع بها يتفاجأ بتراجع مدراء هذه المسارح بحجة المرض أو العطلة. وآخر هذه العراقيل التي يتعرض لها والتي جاءت بمقتضاها هذه الندوة، كان بسبب مشروعه المسرحي المقدم في إطار مؤسسته “قوسطو مسرح” والذي يضم أعمال حول شخصيات مهمة على غرار الأمير عبد القادر، ابن خلدون، ابن العربي ورابعة العدوية، والذي كان قد أودعه لدى الوزارة الوصية منذ ستة أشهر للحصول على الموافقة والمباشرة في العمل، إلا أنه اصطدم بالتجاهل، حيث لك لم يتلق أي رد بحجة تحويل مشروعه إلى إدارة المسرح الوطني لدراسته من قبل اللجنة المشكلة على مستواه لاختيار الأعمال المشاركة في تظاهرة “تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية”، إلا أنه لم يتلق أي رد كذلك على الرغم من أن بعض أعماله تتماشى والهدف من التظاهرة والأكثر من ذلك أنه ابن تلمسان وهو الأحق بالمشاركة إذا كان هذا منطق الوزارة في اختيار الأعمال المشاركة، خاصة وأن “الشهداء يعودون هذا الأسبوع” و”الڤراڤوز” هي من أعماله وأعيد إنتاجها من جديد. وبالعودة إلى المسرح الوطني، أكد المتحدث أنه تحول إلى قاعة أفراح، بعد أن ابتعد عن الدور المنوط به في خدمة المسرح وكافة الفاعلين فيه، مشيرا إلى ضرورة إنشاء مسرح أكثر جدية بالنظر إلى الحالة المتدهورة التي يعرفها في الفترة الحالية مع ضرورة تحديد دور مدراء المسارح الجهوية ومراقبة مشاريعهم.