قال أحد الإطارات في وزارة الشؤون الدينية إنه بصدد تقديم اقتراح لإجراء خطبة الجمعة في المساجد يرفع فيها الدعاء بعبارة: "اللهم ارزق الشعب الجزائري قبسا من الحب لوزارة الداخلية"! وزراء الداخلية في كل الوطن العربي هم أكثر خلق الله يمقته الشعب العربي في كل البلدان العربية! وقد رأينا كيف أن الشعب التونسي الذي تظاهر ضد بن علي كان يرى في وزارة الداخلية رمزا للظلم والديكتاتورية أكثر حتى من قصر قرطاج الذي يسكنه بن علي رمز الظلم في تونس! ورأينا في مصر كيف أن القمع والفساد لخصه المصريون في وزارة الداخلية.. وفي وزير الداخلية شخصيا حبيب العدلي. وفي ليبيا رأينا كيف أن وزير الداخلية الليبي كان أول من رفع الراية البيضاء في أول مواجهة بين الثوار ونظام القذافي.. لأنه كان يدرك جيدا حجم الكره الذي يكنه الشعب الليبي لوزارة الداخلية. وعندنا قال وزير الدخلية دحو ولد قابلية: إن حل المجالس المنتخبة غير وارد الآن! وكأن حل البرلمان قضية من صلاحيات وزارة الداخلية! وليست من صلاحيات رئيس الجمهورية! لكن متى كانت وزارة الداخلية تعترف بالصلاحيات والقانون؟! قد يكون ما قاله دحو صحيحا ويدخل في صلاحياته.. لأن المجالس المنتخبة هي التي يحلها رئيس الجمهورية وفق صلاحياته الدستورية.. أما وأن المجالس المحلية في الجزائر ليست منتخبة.. وانتخبها وزير الداخلية بالتزوير.. فهي إذن من صلاحيات وزير الداخلية في الحل أو البقاء.. ولهذا من حقه أن يقول ما قال دون مسؤولية.. ومتى كان الوزير في الجزائر مسؤولا عما يقول أو يحاسب على قوله؟! أصدقكم القول إنني أغبط بالتوانسة على قرارهم العظيم الجديد وهو البدء ببناء مؤسسات تونس الحديثة من الأساس بانتخاب مجلس تأسيسي يؤسس للمؤسسات الدستورية لتونس الحديثة.. دستور تأسيسي لا يسمح بالظهور مجددا لوزير داخلية كالذي ثار ضده الشعب التونسي! ولست أدري كم يلزمنا نحن في الجزائر من الوقت كي نفهم ما فهمه التوانسة الآن من أن نظامنا السياسي التأسيسي أصبح يشبه البناء الفوضوي الذي ينبغي تهديمه وليس إصلاحه لأنه لايصلح لأن يصلح؟! وفي انتظار ذلك ليس أمامنا سوى أن ندعو في المساجد مع الأئمة "اللهم ارزقنا بحب وزير الداخلية ووزارته حتى ولو صادرت صلاحيات الرئيس"!