دعا رئيس حركة مجتمع السلم، أبو جرة سلطاني، رئس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى تحديد معالم الإصلاحات التي أشار إليها في رسالته الموجهة للأمة بمناسبة عيد النصر ورسم معالمها الواضحة، وحمّل حزب جبهة التحرير الوطني مسؤولية الأزمة التي تعرفها البلاد. قال، أمس، أبو جرة سلطاني خلال اختتام الملتقى الخاص بالملتقى العاشر المنظم من طرف المكتب الولائي للعاصمة، بفندق المهدي بسطاوالي بلغة ملغمة بالانتقادات، إنه لا بد من تجاوز الخطاب “العام والفضفاض والمسوق”، مشددا على أهمية التدقيق في نوعية الإصلاحات المنتظرة وتحديدها، كما يجب توسيع دائرة التفكير والمشاورات. وفي سياق لغة النقد التي تبناها رئيس حركة مجتمع السلم، منذ شهر فيفري المنصرم، كفر أبو جرة بحزب الأفالان، ودعا صراحة إلى “إنهاء احتكار الحزب الواحد وانطلاق المنافسة على البرامج”، وواصل إنه “يستحيل أن يضطلع الحزب الواحد بالحل”، قال إنه “لا يجب أن تنزل المبادرات من فوق، لا بد من إشراك الجميع”، وهي نبرة لا تختلف عن تلك التي أطلقها الشريك الثالث في التحالف الرئاسي صراحة خلال القمة ما قبل الأخيرة للتحالف المنعقدة بمقر الآفالان، وكررها في منابر التلفزيون والإذاعة الأسبوع الماضي، وانتهت بالتهديد صراحة بالانسحاب من التحالف إذا ما استمر أداؤه على الوتيرة ذاتها. وأجرى أبو جرة إسقاطا بين النموذج المصري والنموذج الجزائري، فيما يخص تكرر حالة العزوف الانتخابي في استحقاقات، حيث كانت تتراوح نسبتها في مصر بين 35 إلى 40 بالمائة، لتقفز بعد إسقاط نظام مبارك إلى حدود 80 بالمائة، محددا أسبابها في خمس نقاط وهي: عودة الثقة بين الإدارة والمواطن، عودة الأمل في التغيير عبر الصندوق، ضمان نزاهة الانتخابات وشفافيتها. ودعا إلى كسر احتكار الحزب الواحد وترك المجال مفتوحا للمنافسة على البرامج، وأخيرا الانتقال من مصلحة الحزب إلى مصلحة الوطن، لأن “الأهم هو مصلحة الوطن وليس الحزب”. واعتبر أبو جرة عام 2012 السنة المحورية للتغيير، مؤكدا أن الصندوق هو السبيل لإحداث ذلك، مشددا على أن “لا يكون من الأعلى لأنه سيفشل لا محالة”، في إشارة منه للتغيير الذي حدث سنة 1988، وحددت معالمه في أول دستور للتعددية سنة 1989، وركز على أهمية تحسيس المواطنين والشباب بالانتخابات وإزالة الحواجز الموجودة بين الإدارة والمواطن، مؤكدا على أهمية تأطير المجتمع وعدم تركه تائها، من خلال إقناعه بأن التغيير يحدث خارج النقاط السبعة المحددة للهوية الوطنية الجزائرية. ولم يفوت رئيس حمس، الفرصة لبعث رسائل إلى حسين أيت احمد، عندما أعلن رفضه لفكرة إقامة مجلس تأسيسي، والخوض مجددا في القضايا التاريخية، مشيرا إلى أن المعركة اليوم هي معركة شباب، وقال إنه “علينا أن نجعلهم محور نقاشاتنا وأن تنسجم التغييرات مع تطلعاتهم و ليس أن نعود أدراجنا إلى سنوات خلت”.