يشهد الوضع الأمني في قطاع غزة تطورات يصفها المحللون ب”الخطيرة”، وأخرى سياسية منقسمة بين متحدث عن خيار الوحدة الفلسطينية وإنهاء الانقسام الإيدلوجي بين فتح وحماس، هذه الأخيرة التي تبدو أنها منشغلة بمعالجة ملف الهجمات الإسرائيلية وفي وقت ترى فيه بعض الفصائل في غزة أن لا خيار بديل عن الرد عليها باستخدام صواريخ المقاومة. قررت حركة حماس وبعض الفصائل الفلسطينية الاخرى إعلان تجديدهم للتهدئة مع الجانب الإسرائلي الذي يقوم منذ ليلة الخميس الماضي بقصد عشوائي لمناطق يقول أنها مصدر إطلاق صواريخ المقاومة الفلسطينية. وأكد ناجي البطة. المحلل الفلسطيني المتخصص في الشؤون الإسرائيلية ل “الفجر”، أن الاتفاق بالتهدئة من قبل الفصائل الفلسطينية والكيان الصهيوني غير مكتوب، وقال: “لقد أعلن الطرفان أنهما سيلتزمان بالتهدئة ما لم يتم اختراق، أي أن الطرفين اعتبرا أن من يخترق يتحمل المسؤولية لكنها أمور غير مكتوبة.” . وقال ناجي: “أنا شخصيا تحققت من بعض مصادري الخاصة وقالوا يبدو أن بعض التنظيمات أرادت أن لا يلتزم بعض أفرادها بالتهدئة”، ولكنه أوضح أنه يعتبر الكيان الصهيوني في مأزق فيما يتعلق بموضوع نزع الشرعية عن وجوده أمام دول العالم خاصة الغربية التي أصبحت تعتبر الكيان الصهيوني عبئا على مصالحها، وبالتالي “أن نعطي هذا الكيان مبررا بأن يقوم بضرب الشعب الفلسطيني فهذه بالتأكيد أخطاء في الحسابات”. من جهة ثانية، قال المتحدث باسم حركة حماس إسماعيل رضوان في مؤتمر صحفي عقب اجتماع لقادة الفصائل في غزة مساء السبت، استمر نحو ساعتين: “إن الفصائل أكدت التزامها بالتهدئة إذا التزم بها الاحتلال الإسرائيلي”. وردا على سؤال حول إمكانية ضبط الميدان بما في ذلك إطلاق الصواريخ على إسرائيل، قال رضوان “أكدنا على التوافق الوطني لأجل ذلك، أي ضبط للميدان يتم بالتوافق الوطني”. وشارك في الاجتماع الذي اعتذرت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) عن حضوره، قادة وممثلون لحركتي حماس والجبهتين الشعبية والديمقراطية ولجان المقاومة الشعبية. وأكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب والقيادي الآخر في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أسامة الحاج أحمد في البيان المشترك على احترام التوافق الوطني بالتهدئة مع إسرائيل، لكنهما شددا على أن الأمر مرهون بالتزام إسرائيل بالتهدئة، وأن الرد حق مشروع إزاء أي تصعيد من قبلها. وأعلنت الكتائب في بيان، أن مجموعة مشتركة مع ألوية الناصر صلاح الدين أطلقت صاروخا من نوع 107 على بلدة سديروت جنوب إسرائيل. وشن الطيران الحربي والدبابات الإسرائيلية عشرات الهجمات على مواقع وأهداف في قطاع غزة أوقعت قتلى وعشرات الجرحى، بينما رد نشطاء فلسطينيون بإطلاق عشرات القذائف والصواريخ تجاه إسرائيل. ورغم مشاركة الجبهة الشعبية في الاجتماع وإعلانها الالتزام بمضمونه، فإن كتائب أبو علي مصطفى الذراع المسلح للجبهة استبقت الاجتماع بتأكيدها على التمسك بخيار المقاومة، وقالت في بيان “لا تهدئة مع هذا العدو الغاصب حتى زواله عن أرضنا”.