تعرف الأحياء الشعبية من الجهة الجنوبية لبلدية الوادي غليانا حقيقيا منذ أسبوعين تقريبا، تجلى من خلال الاحتجاج اليومي وغلق الطريق الولائي الرابط بين بلدية عاصمة الولاية وبلديات الجهة الجنوبية، كان آخرها ما أقدم عليه العشرات من شباب أحياء أولاد تواتي، الشهداء، الڤطوطة، الصحن الأول، القواطين، وباب الواد الذين قاموا يوم أمس بقطع الطريق الولائي ومنع حركة المرور به لساعات الحركات الاحتجاجية التي يقودها شبان هذه الأحياء تحولت إلى أشبه بالانتفاضة الشعبية نتيجة تطورها، وكذا مشاركة شريحة كبيرة من شباب هذه الأحياء في عملية الاحتجاج التي استعمل فيها المحتجون الحجارة والمتاريس والعجلات المطاطية التي أضرمت فيها النيران بوسط الطريق الولائي الذي توقفت به حركة المرور وحال دون سير المركبات الضرورية. وطالب المحتجون برحيل المجلس الشعبي البلدي المنتخب الذي اتّهموه صراحة بتكريس الجهوية والتهميش في منح المشاريع التنموية، والتسبّب في إقصاء أحيائهم من مرافق كانت مسطّرة بها حوّلت بتواطؤ منهم نحو أحياء الجهة الشمالية والشرقية من البلدية. وتحدث عدد من هؤلاء المحتجين ل “الفجر” عن سياسة الكيل بمكيالين التي تتبعها السلطات المحلية مع احتياجات أحيائهم التنموية التي همّشت على مدار السنين الماضية، وحتى التهيئة الحضرية التي استفادت منها أحياء الجهة الشمالية من بلدية الوادي لم تصلهم ووضعت بطريقة فوضوية تعكس التهميش الذي يتخبطون فيها. واستغرب عدد من سكان أحياء القواطين، الصحن الأول، أولاد تواتي من عدم ربط أحيائهم بغاز المدينة الذي استفادت منه كل الأحياء تقريبا، إلاّ أحيائهم التي بقيت تعتمد على قارورات غاز البوتان. ومن جملة المشاكل التنموية التي دفعت بالسكان للاحتجاج التذبذب الفاضح في التزود بالماء الشروب الذي تسبب في أزمة عطش بهذه الأحياء وترك في نفوسهم إحساس بالإجحاف والحڤرة والتهميش لتجاهل السلطات لانشغالاتهم واحتياجاتهم. وسرد الشباب المحتج قائمة من النقائص والمشاكل التنموية التي يعيشونها، منها ضيق الفرع البلدي بحي الصحن الأول والذي بات لا يستجيب لتطلعات سكانه، وأيضا قدم الوكالة البريدية وغياب المرافق الشبّانية التي من شانها احتواء مئات الشباب الباحث عن فضاء للراحة. مصالح الأمن سايرت هذه الاحتجاجات بحكمة كبيرة، حيث بقيت تراقب الوضع عن بعد ولم تدخل في صدام مع الشباب الذي تركت لهم حرية التعبير عن احتجاجهم. أما رئيس البلدية فقد أكد أن مطالب هؤلاء السكان مشروعة واعدا بحلها قريبا، غير أن الشباب المحتج رفض التحاور مع رئيسا البلدية والدائرة ودعوا الوالي إلى استقبالهم والاستماع لانشغالاتهم قبل انفلات الأمور.