شهدت العاصمة أمس مشادات عنيفة بعد محاولة آلاف الطالبة الجامعيين اقتحام الحواجز الأمنية، للتوجه نحو قصر الرئاسة انطلاقا من البريد المركزي بقلب العاصمة رافعين شعارات خرجت عما ألف الجميع الاستماع إليه، كما كانت بعيدة عن المطالب البيداغوجية التي رفعها طلبة الجامعات في اعتصاماتهم وإضراباتهم السابقة، حيث نادى الطلبة هذه المرة بصريح العبارة بإسقاط النظام عرف يوم أمس الطريق المؤدي لقصر الرئاسة أجواء مشحونة، بعد اعتصام كل من الأطباء المقيمين، الأساتذة المجازون لولايات الجنوب، إضافة إلى ضحايا الأخطاء الطبية، حيث اعتصموا بصورة سلمية للمطالبة بحقوقهم ورفعها للقاضي الأول في البلاد، غير أن تلك الأجواء المشحونة انفجرت بعد وصول آلاف الطلبة الجامعيين، مقتحمين جميع الحواجز الأمنية من البريد المركزي إلى غاية الطريق المؤدي لقصر الرئاسة، أين وجدوا قوات مكافحة الشغب في انتظارهم. وعلى غير العادة عرفت هتافات الطلبة تغيرا جذريا، بعد أن تحولت من مطالب بيداغوجية وتحسين ظروف التحصيل العلمي ولم تتعد في أقصى الحالات المطالبة بإقالة وزير التعليم العالي، إلى وصف النظام بالقاتل، والمطالبة بتغييره جذريا، وهو الأمر الذي يؤكد أن مظاهرة الطلبة السلمية باتجاه الرئاسة تم تحييدها عن هدفها الرئيسي المتعلق بالجامعة، ووضعها في نمط سياسي محض من خلال الهتافات سالفة الذكر. وفي ذات الإطار، دفعت بعض التصرفات التي رفضها الطلبة أنفسهم، إلى تشابك الطلبة مع قوات مكافحة الشغب، وهذا بعد أن قامت مجموعة من الشباب برشق رجال الأمن بالحجارة والقضبان الحديدية، وهو الأمر الذي نتج عنه العشرات من المصابين بين طلبة ورجال الشرطة، بجروح متفاوتة الخطورة، حيث قامت الحماية المدنية بإسعافهم بعين المكان، ونقلت البعض منهم إلى المستشفى عن طريق سيارات الإسعاف التي تواجدت هناك. من جانب آخر، أدت مسيرة الطلبة باتجاه قصر الرئاسة، إلى هلع باقي المعتصمين من أساتذة، وأطباء مقيمين، وكذا ضحايا الأخطاء الطبية، حيث قاموا بإخلاء الطريق التي كانوا يعتصمون بها بعد إقدام الطلبة على شحن الأجواء وتحويلها إلى مشادات مع عناصر الأمن، مؤكدين بعد نجاح قوات الأمن في دحر مسيرة الطلبة وتفريقهم، أنهم لم يكونوا يتصورون أن تصل المسيرة السلمية إلى ما وصلت إليه، وأنهم سيواصلون اعتصامهم بصورة سلمية إلى غاية نيل حقوقهم.