اعترف الكاتب والصحفي بوزيان بن عاشور أن قبول دار نشر فرنسية طبع روايته الأخيرة “قريبا تنتهي المعاناة” في فرنسا لم يكن لعبقريته أو لأسلوبه المميز في الكتابة، بل لارتباط موضوعها بالأقدام السوداء في الجزائر. كما تحدث الكاتب في سياق آخر عن الكتابة باللغة الفرنسية التي قال إنها باتت أمنية عند بعض الكتاب الجزائريين على غرار الحبيب السايح وكادت تتحول إلى عقدة عند آخرين على غرار أمين الزاوي. وأوضح الكاتب بوزيان بن عاشور الذي كان أول أمس ضيفا على فضاء “المقهى الأدبي” بمقر اتحاد الكتاب الجزائريين بمناسبة صدور روايته “قريبا تنتهي المعاناة” في فرنسا، أن عودته إلى موضوع الأقدام السوداء في الجزائر من خلال أبطال روايته التي تتحدث عن علاقة حب بين كفيف جزائري وفتاة فرنسية جاءت إلى الجزائر لزيارة قبر جدها، كان بمثابة جواز السفر بالنسبة إليه لقبول دار نشر فرنسية التكفل بطبع روايته، هذا بالإضافة إلى تعرضه إلى بعض الجوانب من التاريخ المشترك الجزائري - الفرنسي. كما تحدث الكاتب عن فكرة النجاح في النشر خارج الوطن التي باتت، حسبه، من الأولويات عند الكثير من الكتاب الجزائريين، وهو ما يرى أنه قد تحول إلى مركب نقص بالنسبة للبعض وهذا قناعة منهم بأنه المقياس الأول للاعتراف بهم ككتاب كبار. وعن الكتابة بالفرنسية، أوضح الكاتب أنها الأقرب إليه في الرواية، رغم أن له كتابات في المسرح بالعربية والدارجة، إلا أنه فضل كتابة الرواية بالفرنسية وهي الميزة التي يقول إنه يفتقر إليها الكثير من الكتاب الجزائريين، خاصة أن عددا منهم قد سعى جاهدا بالفعل للنجاح في الوصول للكتابة بها على غرار الكاتب الحبيب السايح الذي قال إن مشكلته الحقيقية في عدم قدرته على الكتابة بغير العربية، ونفس الأمر مع الكاتب أمين الزاوي الذي قال إنه كانت له عقدة في الكتابة بالفرنسية، إلا أنه نجح أخيرا في التغلب عليها بعد انتقاله إلى فرنسا. واعتبر الكاتب أن الكتابة باللغة الفرنسية تفتح المجال واسعا أمام الكاتب للانتشار عالميا، وبالتالي خلق قراء جدد يتمنى أن يكونوا من مزدوجي اللغات، خاصة في ظل انتشار عمليات الترجمة التي كان لها الدور كذلك في تحقيق هذا المكسب. وعن روايته يقول الكاتب إنه حاول من خلالها التركيز على الجانب الإنساني لأبطاله، ورسم ملامح الفترة المعاشة من خلال أحداثها، خاصة وأنها تروي قصة كفيف يضطر إلى الهجرة السرية بعد رحيل الفتاة الفرنسية، ليجد نفسه في مركز للمهاجرين السريين، إلا أنه لا يتوقف عن مسعاه في الوصول إليها، وبالتالي فهو يحاول أن يجد له مكانا بين الكتاب الجزائريين بطريقته كإعلامي وبالاقتداء بعدد من الكتاب الكبار على غرار محمد ديب وكاتب ياسين.