صدر مؤخرا عن دار الهدى، كتاب “حاجز الصمت”، وهي القصة التي جاءت ضمن السلسلة القصصية لعديلة كاتيا، التي جمعها وترجمها إلى العربية ياسين قلوش، في انتظار صدور بقية السلسة. وتحكي هذه السلسلة، التي جاءت في 126 صفحة، قصة مايا التي تعيش في أسرة مفككة، وهذا بسبب طبيعة العلاقة بين والديها اللذين كان ارتباطهما بدافع درأ مخاوف تحقق خرافة أن الفتاة التي ترفض قبول عرض زواج من فتى ينتمي إلى المرابطين لن تحظى بفرصة الزواج أبدا، وهنا كان على العائلة القبول بالأمر رغم أن “رشيد” والد مايا اختصر حلمه في السفر للعيش في الخارج، وهو ما كان فعلا، لتبقى بمفردها مع أمها وأخيها في الجزائر. وقد أرادت الكاتبة أن لا يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث اختارت أن تأخذ قصتها أبعادا أخرى بدخول “فاتح”، الأخ غير الشقيق لرشيد والد مايا، إلى العائلة ليصبح مسؤولا عنها بطلب من أخيه المهاجر، إلا أنه يبدأ في التخطيط لخوض علاقة مع مايا التي تتفاجأ بهذا العرض وتعتبره بداية لكابوس سيكون استمرارية لمعاناتها العائلية، وبذلك فقد حاولت الكاتبة الخوض بدورها في إحدى المواضيع التي تعتبر من الطابوهات في المجتمع الجزائري. ويتحول العم المعتدي على ابنة أخيه إلى ضحية، وهو المنطق الذي تسير به الأمور في مثل هذه الحالات. وبالتالي فقد حاولت عديلة كاتيا تسليط الضوء بدورها في عملها “حاجز الصمت” من خلال لغة بسيطة وشخصيات يمكن أن تلتقيها في أي مكان، على موضوع زنا المحارم، الذي يعرف انتشارا ملحوظا في المجتمع الذي يواصل رفض الاعتراف به بالنظر إلى التركيبة الجزائرية التي تتنافى ومثل هذه العلاقات.