“النبأ” يرفع شعبية أوباما ويعزز حظوظه في ولاية ثانية وبحسب تصريحات أوباما، فإن العملية لم يصب فيها أي من القوة المهاجمة. وقاد العملية مدير المخابرات المركزية الأميركية، ليون بانيتا، وهو مرشح لتولي منصب وزير الدفاع خلفا لروبرت غيتس، في وقت من المرتقب أن يتولى منصب مدير الوكالة الاستخباراتية قائد قوات التحالف الدولي في أفغانستان، الجنرال ديفيد بتريوس. هذا واستقبل الشارع الأمريكي الخبر بالفرحة التي امتدت إلى جميع مدن الولاياتالمتحدة حتى ساعات مبكرة من فجر اليوم الموالي، وهي أجواء لم يعرفها أوباما الذي لم تحتضن إنجازاته مشاعر الأمريكيين الذين ظلوا ناقمين عليه، جعل فوزه بولاية رئاسية ثانية أمرا ضعيفا قبل مقتل بن لادن. ظل ملف بن لادن وأفغانستان والعراق يؤرق مضجع أوباما طيلة فترة حكمه، التي وعد فيها بالإصلاح والتغيير وسحب القوات الأمريكية من مسارح الحروب الإقليمية، ولم ينتظر الرئيس بارك أوباما كثيرا ليزف إلى الشعب الأمريكي نبأ مقتل أسامة بن لادن، الذي ظل هاجس الأمريكيين سيما لارتباطه بالإرهاب الدولي الذي يهدد أمن و استقرار الولاياتالمتحدة تحديدا. وأدى مقتل زعيم تنظيم القاعدة إلى رفع أسهم الرئيس أوباماالشعبية، ويعتقد الشارع الأمريكي أن مقتل بن لادن هو أكبر نجاح ونصر أمني يحققه أوباما للأمريكيين وهو ما فشل فيه سلفه الجمهوري جورج بوش الابن. كما أدى إعلان الرئيس الأمريكى إلى توحيد صفوف وسائل الإعلام الأمريكية بمختلف توجهاتها الأيديولوجية، حيث أظهرت جميع وسائل الإعلام فرحة كبيرة بنبإ مقتل الرجل الذى كان يتصدر قائمة المطلوبين من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية. فحتى محطة “فوكس نيوز” الإخبارية أخذت تشيد بالعملية وبالإدارة الأمريكية وهى التى كانت تنتقد الرئيس أوباما فى أغلب سياساته الداخلية والخارجية. أما صحيفة “واشنطن تايمز” لم تخف فرحتها بالنبإ وهي الفرحة التي شاركها فيها مئات الأمريكيين الذين تجمعوا في أحد ميادين العاصمة الأمريكيةواشنطن للاحتفال. أما صحيفة “واشنطن بوست” فقد أبدت نوعا من القلق حيال عواقب اغتيال زعيم القاعدة، حيث أشارت إلى استمرار خطر تنظيم القاعدة. وأشارت الصحيفة إلى أن أوباما كان قد اتصل ببوش ليبلغه نبأ مقتل بن لادن قبل أن يذيعه على العالم، وأن بوش قد أصدر بيانا صحفيا قال فيه “ لا يهم كم يستغرق الأمر من الوقت، لكن فى النهاية تتحقق العدالة”. ونقلت محطة “سى إن إن” الإخبارية عن مصدر استخباراتي باكستاني قوله إن عناصر من الاستخبارات الباكستانية كانوا متواجدين فى مسرح العملية الذي يقع على ما يقرب من 60 كيلومترا شمال العاصمة الباكستانية إسلام أباد. لكن المحطة ذات التوجه الليبرالي عادت ونقلت عن مصدر استخباراتي أمريكي قوله إن واشنطن لم تطلع باكستان أو أية دولة أخرى على أي معلومات عن الخطة. مصادر لم تكشف عنها أن الإدارة الأمريكية كانت قد عقدت العزم في فيفري الماضي على التوصل إلى الموقع الذى يقيم فيه بن لادن وهو ما أسفر عن اجتماعات أمنية على مستوى رفيع فى شهر مارس قبل أن يعطي الرئيس أوباما موافقته على العملية في التاسع والعشرين من أفريل الماضي. كما ذكرت القناة أن العملية لم تشهد مقتل أي أمريكي بينما أسفرت عن مصرع ثلاثة رجال بخلاف بن لادن، بينهم أحد أبنائه بالإضافة إلى جرح سيدتين.