لم ينل سكان دوار مقيصبة ببلدية العيون بتيسمسيلت منذ استقرارهم بالمنطقة سوى الكهرباء، وما عدا ذلك فمعالم الحياة يميزها البؤس والعزلة، بسبب عدم صلاحية الطريق الذي لم يعبّد، وصولا إلى ظروف إقامة حوالي 80 عائلة في بيوت قصديرية. ويؤكد السكان أن نداءاتهم للسلطات المحلية القاضية بضرورة إصلاح وضعية الطريق الرئيسي الرابط بمقر بلدية العيون ظل مؤجلا إلى إشعار آخر، حيث أن ما يؤرقهم خشية حرمان التلاميذ من الالتحاق بمدارسهم، بسبب احتمال انقطاع الطريق جراء الانزلاقات المصاحبة للأمطار ودخول المنطقة في عزلة، وهو ما أدى إلى تراجع نسبة المتمدرسين، الذين يجبرون على التنقل عن طريق سيارة ‘'بيجو 404” أو ‘'الهيلوكس تويوتا'' التي تقل عادة ما يفوق 15 تلميذا أو مغادرة المنازل في ساعات الفجر الأولى والمشي عبر طريق مختصرة على مسافة تتجاوز 7 كلم متحدين قساوة الطبيعة ومخاطرها للعودة ليلا إلى المنازل مع مواجهة غضب إدارة المتوسطة عند التأخر. وبعيدا عن متاعب التنقلات اليومية، يقطن السكان منازل من الحجارة مكسوة بالتراب والقصدير، مما لا يشجعهم على الاستقرار، ولسان حالهم لماذا الإقصاء؟، حيث بقيت قاعة العلاج الوحيدة التي شيدت في السنوات الأخيرة مغلقة، مما يجبرهم على دفع 500 دينار بهدف التنقل إلى خميستي أو مقر البلدية لإجراء الفحوصات أو التلقيح، أما الحالات الاستعجالية فكثيرا ما تصل متأخرة، حيث يجمع السكان أن إصلاح وضعية الطريق من شأنه بعث الحياة من جديد، خاصة أن الكثير من العائلات رحلت لانسداد الأفق.