أطباء العاملون بالمصالح الطبية للأمراض المعدية، بالمستشفى الجامعي لوهران، من الوضع الكارثي والمزري الذي آلت إليه تلك المصالح بالمركز، والتي تضم العديد من الأمراض المعدية، حيث بمجرد تشخيص المرض بالمستشفى يحول المريض مباشرة إلى جناح مختص في الأمراض المعدية، والذي يحتوي ثلاثة طوابق تنعدم فيها كل ظروف الإقامة جراء الإهمال والتهميش ويقيم بالمصلحة المصابون بأمراض السل الرئوي الخطير وكذا السيدا، وغيرها من الأمراض المزمنة الخطيرة، والتي تكون سريعة العدوى والانتقال بين الأشخاص، حيث يستقبل سنويا أزيد من 1000 مريض، ما جعل الفريق الطبي بها يستغيث ويطالب بإعادة تهيئة المصالح التي أصبحت تشكل خطرا على صحتهم وبؤر لانتقال العدوى إليهم، خاصة أن هذه المصالح سجلت وفاة ممرضين السنوات الأخيرة بعد انتقال عدوى الأمراض إليهم، وهو ما جعل أيضا العديد من العاملين في السلك الطبي يرفضون العمل بهذه المصلحة بعدما أصبحت مكانا لنقل العدوى وليس للعلاج، خاصة الأسلاك الشبه الطبية، وذلك ما خلف نقصا كبيرا في عددهم بالمصالح الطبية، إلى جانب نقص الأطباء، وانعدام النظافة. كشف من جهته البروفيسور بن عبد الله، رئيس مصلحة الأمراض المعدية بالمستشفى، عن جملة من المشاكل المطروحة، والتي أصبحت تعرقل جميع المجهودات التي يقوم بها الأطباء في ظل تدهور وضعية المصلحة التي أصبحت تتطلب إعادة تهيئتها، وكذا غياب مصلحة الإنعاش والجراحة وندرة الأدوية للمرض، والتي تفتقر لأكثر من 3 أشهر، خاصة أن المصلحة تسجل سنويا استقبال أزيد من 1000 مريض يعانون أمراض معدية مختلفة وخطيرة ومزمنة، و50 بالمائة منهم مصابون بداء السيدا. أوضح في ذات السياق أحد الأطباء أن غياب مصلحة الجراحة زاد من تأزم الوضع، خاصة أن المصالح الطبية الأخرى بالمستشفى ترفض إجراء العمليات الجراحية للمقيمين بها، وبالتالي يصيرون عرضة للموت في ظل الظروف الغير الملائمة للتكفل بالمرضى. وما زاد الطين بلة تأخر أشغال إعادة تهيئة المصالح الطبية للأمراض المعدية، بالرغم من تخصيص لذلك غلاف مالي يقدر ب 20 مليار سنتيم، إلا أن الأشغال توقفت بالطابق الأرضي، فيما تزداد الأمور تعقيدا ونحن - كما يضيف - مقبلون على فصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة، حيث تتكاثر الجراثيم والفيروسات وتكون أكثر نشاطا بين غرف المرضى، ما يسهل انتقال العدوى، وذلك ما جعل الأطباء العاملين فيها، وعددهم 5 أطباء، يفكرون في مغادرة المصلحة.