أكد السفير المجري بالجزائر “لازلو بوسبوك” أن بلاده تأمل في تطوير مشاريع استثمارية في الجزائر لحساب ترقية حجم التبادل الاقتصادي بين البلدين، الذي تراجع من عتبة 400 مليون دولار سنة 1984 ليتوقف حاليا عند حدود 45 مليون دولار حسب معطيات سنة 2010. وخلال نزوله، أول أمس، ضيفا على نادي رجال الأعمال والمقاولين الصناعيين بالمتيجة بولاية البليدة، حيث استقبل من قبل رئيس النادي عبد القادر عقون وعدد من أعضاء النادي، أكد السفير المجري أن زيارته تأتي في إطار سياسة الحكومة والشركات المجرية للبحث عن سبل شراكة أوسع مع الجزائر، قبل أن يتلقى شروحات حول الهوية الصناعية لأعضاء النادي وأهم المجالات التي ينشطون فيها؛ فيما عرض السفير بدوره وبصفة مفصلة تاريخ بلده مذكّرا باعتراف بلده باستقلال الجزائر في 1962 وذلك كأول دولة على المستوى الأوروبي. كما عاد السفير إلى العلاقات القوية التي جمعت البلدين في فترة الشيوعية، قبل أن يعود ويتناول شق التبادل الاقتصادي بين البلدين الذي تراجع بعد انسحاب معظم شركات بلاده من الجزائر مع بداية الأزمة التي عاشتها البلاد في بداية التسعينيات. وعلى هامش هذه الزيارة، أورد “لازلو بوسبوك” أن انضمام بلده للاتحاد الأوروبي أثر سلبا على تبادلاتها وتعاملاتها الجارية مع دول الإفريقية والعربية بسبب القوانين المعمول بها في الاتحاد وهيمنة الدول القوية القائدة له، مؤكدا أن أكثر من 80 من طلبات التأشيرة ألغيت هذه السنة بسب هيمنة هذه الدول على اعتبار أن الاتحاد الأوروبي هو الذي يعطي الموافقة على الأمر، وهو ما انعكس على اقتصاد المجر وسياحته. كما كشف الدبلوماسي المجري عن عزم حكومة بلاده على إحياء التبادلات التجارية والاقتصادية مع الجزائر التي اعتبرها شريكا اقتصاديا هاما، وهو ما رد عليه عقون بالقول أن هذه الخطوة التي قامت بها دولة المجر من خلال سفيرها “لازالو بشبوك” ستسمح بإنعاش الشراكة الاقتصادية وتطويرها في مختلف المجالات، لا سيما الفلاحية والزراعية. وقد قدّم السفير قائمة ب 300 مؤسسة مجرية صغيرة ومتوسطة راغبة في إقامة شراكة مع نظيراتها في الجزائر، ما سيسمح -حسبه - بنقل الخبرة المجرية والتكنولوجيا الحديثة ناهيك عن خلق فرص عمل جديدة بالجزائر، مقترحا تدعيم التعاون بين البلدين في مجالات الفلاحة والصناعة الصيدلانية ومجالات أخرى بحسب طلبات الطرف الجزائري. وكشف السفير عن نية بلده في رفع قيمة التبادل التجاري بين بلده والجزائر إلى حدود 100 مليون دولار قريبا.