أتاحت مراوغات الرئيس اليمني علي عبد الله صالح فرصة عظيمة لتنظيم القاعدة، لإعادة ترتيب أجندته مستغلا الحرب في اليمن التي تمثل مجالا واسع لأكثر متشددي القاعدة جرأة لمهاجمة الغرب ورفع معنويات التنظيم بعد فقده زعيمه أسامة بن لادن، فيما يزداد تأزم الصراع السياسي الذي تخوضه المعارضة ضد الرئيس علي عبد الله صالح بعد فتح صالح الأبواب الجنوبية لليمن أمام تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بحرية لتدبير تفجيرات جريئة ومبتكرة أكدت وكالة “روترز”للأنباء، أمس، أن تنظيم القاعدة وإسلاميين متشددين سيطروا على بلدة زنجبار اليمنية الساحلية. وقال أحد السكان “جاء نحو 300 إسلامي متشدد ورجال من تنظيم القاعدة إلى زنجبار وسيطروا على كل شيء يوم الجمعة”. وزنجبار عاصمة محافظة أبين في القطاع الجنوبي من وسط اليمن. وقال جريجوري جونسن المتخصص في الشؤون اليمنية “في ظل انشغال حكومة صالح الكبير بمحاولة التشبث بالسلطة تتسع المساحة التى يمكن لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب أن ينشط بها في الوقت الحالي”. وقال مسؤول بريطاني بارز في مجال مكافحة الإرهاب إن أوضاع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب “مقلقة جدا” بما في ذلك طموحاته لتوجيه ضربة خارج اليمن في الدول المجاورة له وما وصفه بجهود تشكيل شبكات في شرق إفريقيا وأوروبا. وقال “اخترقوا أنظمة الطيران العالمية ولديهم خبراء أكفاء جدا في (تصنيع) المتفجرات ونعتقد أنهم أكثر كفاءة من خبراء القيادات البارزة لتنظيم القاعدة”. وقال المسؤول إن القاعدة تعمل في “دولة في سبيلها للانهيار تحول اهتمام جهازها الأمني.. لأمور أخرى تحديدا الإبقاء على النظام مما أوجد مناطق في اليمن تقلصت فيها سلطة الحكومة عما كانت عليه قبل عام”. ويشكل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب أهمية دولية لأنه يضم أكثر مقاتلي القاعدة جسارة وهو خبير في شن عمليات في الخارج وتصنيع وإخفاء عبوات ناسفة متطورة وإنتاج دعاية مؤثرة على الأنترنت تحرض آخرين على شن هجمات. وستتنامى قدرته على القيام بجميع هذه الأنشطة من مخابئ في مناطق نائية في أقاليم شبوة وأبين والجوف ومأرب كلما ازداد انشغال أجهزة الأمن في البلاد بالمشاكل السياسية. وحذرت الولاياتالمتحدة من أن تنظيم القاعدة يحاول استغلال عدم الاستقرار في اليمن. وصرح مسؤولون أمريكيون كبار، بأن الولاياتالمتحدة تشعر بقلق من أن التناحرات القبلية تعقد الجهود الرامية إلى التوصل لاتفاق لنقل السلطة في اليمن، وتعتقد أن القاعدة تحاول استغلال عدم الاستقرار هناك. وأضاف المسؤولون أن الولاياتالمتحدة ما زالت على اتصال وثيق بحلفائها الأوروبيين والخليجيين وتواصل مراجعة الخيارات لزيادة الضغط على الرئيس اليمني علي عبد الله صالح للتوقيع على اتفاق للتنحي. وأدلت الحكومة الأمريكية بهذه التصريحات على نحو حذر يوم السبت حتى في الوقت الذي اتفقت فيه الحكومة اليمنية ورجال قبائل مسلحون يطالبون بتنحي صالح على إنهاء الاشتباكات التي دفعت اليمن إلى حافة حرب أهلية. ولم تحل الهدنة الأزمة السياسية الأوسع في البلاد. وكانت أحدث موجة من القتال الذي اندلع بين قوات الأمن التابعة لصالح وأعضاء من قبيلة حاشد القوية التي يتزعمها صادق الأحمر أكثر المواجهات دموية منذ اندلاع الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في يناير وأطلق شرارتها رفض صالح التوقيع على اتفاق نقل السلطة. وأثار القتال احتمال حدوث فوضى يمكن أن تفيد جناح القاعدة الذي يتخذ من اليمن مقرا له وتهديد السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم.