تكرر المعارضة الليبية التي تحتفل بمرور مئة يوم على انطلاقتها، المطالبة برحيل معمر القذافي كشرط مسبق لأي حل للأزمة، في الوقت الذي ينتظر فيه وصول الرئيس الجنوب إفريقي إلى طرابلس ليعرض على الزعيم الليبي "إستراتيجية للخروج"، بينما يكسو الخراب شوارع ليبيا ويخيم شبح الرعب والخوف على قلوب الشعب الليبي الذي يجهل مصيره بين معارضة مشبوهة ونظام لا يبالي إلا بقائده. انطلقت حركة التمرد على نظام القذافي في منتصف فبراير في بنغازي والبيضاء شرقا بعد سقوط رئيسي تونس ومصر المجاورتين، زين العابدين بن علي وحسني مبارك. وبعد شهر على ذلك، تدخل تحالف دولي بتفويض من الأممالمتحدة وشن حملة من الضربات الجوية مازالت مستمرة ضد نظام معمر القذافي. وعبر رئيس المجلس الوطني الانتقالي، مصطفى عبد الجليل، في بيان عن ارتياحه قائلا في بيان "بعد مرور مئة يوم على اندلاع الحرب نرى الانتصارات تتوالى على كافة الاصعدة على المستويين المحلي والدولي ابتداء مما حققه ابناؤنا في مصراتة وجبل نفوسة، الجيبين اللذين تسيطر عليهما المعارضة في شرق وجنوب غرب طرابلس ويواجهان منذ اسابيع قوات النظام". يأتي حديث عبد الجليل في وقت تؤكد فيه التقارير أن عدد القتلى من الشعب الليبي معدلات قياسية وأن حجم المعاناة الإنسانية في مدن ليبيا المحاصرة تعدى حدود المعقول كما توضح تقارير وكالة "رويترز" للانباء، أن القصف واطلاق النيران حولت المدن الى أنقاض تكسو المباني في أنحاء المدن الليبية أثار الرصاص والصواريخ بعد حصار شهد بعضا من أعنف المعارك بين القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي ومقاتلي المعارضة، كما أن خسائر الشعب الليبي تجاوزت حدود المباني وامتدت إلى الحالة العقلية للاطفال والنساء والرجال الذين تحملوا أسابيع من التفجيرات التي كانت تهز الارض ونيران القناصة المرعبة.