رغم أن الجميع كان متيقنا من أن نكسة مراكش ستكون آخر محطة بالنسبة للمدرب الوطني عبد الحق بن شيخة، بعد تلقيه لرباعية مذلة، أبانت الفارق الشاسع في المستوى بين المنتخبين، إلا أن تصريحه بقوله: “سأعلن مستقبلي في الجزائر بين عائلتي”، كانت رسالة فهمها الجميع ممن حضر الندوة الصحفية التي أعقبت الداربي المغاربي أول أمس. “أنا المسؤول الأول عن الهزيمة ولا شأن لكم مع اللاعبين” بن شيخة لم يجد العبارات الصحيحة التي يفسر بها أسباب هذه الخسارة المذلة، سوى أنه راح يحمي لاعبيه ويحمل نفسه مسؤوليتها، قائلا “لا تحملوا عناصري مسؤولية الخسارة أمام المغرب، لأنني المسؤول الأول”، وذلك في رده على سؤال طرح عليه حول الأداء السيئ للاعب نيم الفرنسي مهدي مصطفى والذي كان خارج الإطار تماما، بدليل أن الأهداف كلها جاءت من جهته، بعدما فشل في إيقاف الصاروخ النفاث المغربي أسامة السعيدي، الذي كشف مستور المدافعين الجزائريين وجعلهم مضحكة، في نفس الوقت اعترف المدرب الجزائري بفشله تكتيكيا أمام مدرب عملاق أثبت أنه مدرب كبير اسمه البلجيكي إيريك غيرتس. “انقلبت الموازين لصالح المغرب بعد الدقيقة 20” وفي تحليله للمباراة قال بن شيخة “كنا الند للند أمام المغاربة إلى غاية ال20 دقيقة الأولى، لكن هدف السبق، الذي سجل عبر كرة ثابتة كان منعرج اللقاء”، مضيفا بأنه وبعد تسجيل هدف بن عطية لم يعد يفهم ما حدث لرفقاء عنتر يحي فيما تبقى من عمر المباراة، معربا أيضا بأن تلقي الخضر للهدف الثاني كان بمثابة الضربة القاضية بقوله “لا أعلم ما حدث للاعبين الجزائريين فبعد مضاعفة الشماخ للنتيجة اندهشت لأن اللاعب بن عطية وجد نفسه حرا دون أي مراقبة، فانطلق من وسط الميدان دون أن يتعرض له أحد قبل أن يمرر الكرة لزميله”، مضيفا بأن محاولات الخضر العودة في النتيجة باءت كلها بالفشل، كما أنهم استسلموا وتركوا المجال للمغاربة الذين لم يفوتوا الفرصة وأضافوا ثنائية أخرى، معربا بأن فوز أصحاب الأرض كان مستحقا وعن جدارة. “بن شيخة يحقق فوزا واحدا في التصفيات في ظرف سبعة أشهر كاملة” بهذه الهزيمة المرة، يكون بن شيخة قد ترك المنتخب في وضعية حرجة ومعقدة جدا، لأن التدارك بات من المستحيلات السبع، وتحقيق الفوز في اللقاءين المتبقيين من التصفيات أمام تنزانيا وجمهورية إفريقيا الوسطى أمر صعب، مع العلم أن الجنرال فاز في مباراة واحدة أمام المغرب في عنابة بهدف دون رد، بعدما كان قد انهزم في بانغي بثنائية نظيفة أمام إفريقيا الوسطى بعد قيادته لسفينة المحاربين بعد عشرين يوما من استقالة المدرب الوطني السابق رابح سعدان، عقب التعثر أمام تنزانيا في البليدة، وبالتالي يكون مجموع نقاط الخضر 4 فقط.