قد لا يفي وصف المأساة لتصوير ما تعيشه السيدة فتيحة زمولي، 60 سنة، المعوقة بصريا بنسبة 100 بالمائة، رفقة ابنتها المطلقة ذات ال 27 ربيعا وحفيدتها التي لا تتعدى الثلاث سنوات، حيث يعيش الثلاثة في كوخ مهترئ بمساحة لا تزيد عن الثمانية أمتار مربعة، خال من المرافق الضرورية كالحمام والمرحاض، وسقفه المكون من “الترنيت” والصفائح الخشبية لا يقي رؤوس قاطنيه من تهاطل الأمطار وأشعة الشمس الحارقة. خالتي فتيحة.. تقول إنها تتخذ من هذه “البراكة” مأوى لها منذ مدة طويلة تزيد عن خمس سنوات، وقد أودعت ملفا لطلب مسكن لدى الجهات المختصة بدائرة عين التوتة، غير أن اسمها يغيب في كل مرة عن قائمة المستفيدين رغم تسجيل العديد من المشاريع السكنية بالولاية، واستغاثتها في أكثر من مناسبة بالمسؤولين المحليين لإنقاذها مع ابنتها وحفيدتها من ضياع محتوم واضطراب وقلق تعيشه العجوز ليل نهار مخافة أن يقتحم المنحرفون كوخها الذي ليس به أبواب ولا نوافذ. وتضيف العجوز المسكينة إنها تقضي الليل في حالة تأهب قصوى رغم إعاقتها، وتشعر بالرعب إن أحست أو سمعت حركة غريبة جانب الكوخ، ناهيك عن الجرذان ومختلف الزواحف التي أصبحت هي الأخرى تقاسمهن الكوخ في وضع مقزز يعايش فيه الآدمي حيوانات ضارة. وفي ظل صمت المسؤولين المحليين ببلدية عين التوتة فإن هذه العجوز المسكينة تستنجد بالسلطات الولائية بباتنة لإيفاد لجنة تقف على حقيقة مأساتها وتقرر أحقيتها في العيش مثل بقية البشر، وتنتشلها من الكوخ الذي دمر حياتها وعرض مصير ابنتها وحفيدتها الصغيرة للضياع، خصوصا أن المبلغ الذي تقتات منه ثلاثتهن لا يتجاوز ال 3000 دج، وهي منحة إعاقة السيدة فتيحة، علما أنه لا معيل لهن وحفيدتها محرومة من حق النفقة المفروضة شرعا وقانونا على أبيها. وأشد ما تخافه هذه السيدة المسكينة أن تصبح حفيدتها وابنتها فريسة سهلة لذئاب الشارع بعد موتها..