تعتبر مدينة بني سليمان من المدن المحافظة جدا بولاية المدية ومتمسكة بأصالتها وتراثها الذي ورثته عبر أجيال سابقة، منهم العلامة الشيخ عبد السلام الذي أسس زاوية تعرف باسمه، تُعنى بحفظ وترتيل المصحف الشريف، غير أن الاهمال والنسيان طال تلك الزاوية التى كانت بالأمس القريب مقصد كل الراغبين في حفظ القرآن من أبناء الولاية. ولأن المشكل ليس في الخطإ وإنما أن نتفادى الوقوع فيه مستقبلا وفي صحوة الضمير، أعرب العديد من المواطنين من بلدية بني سليمان شرق ولاية المدية مناشدتهم السلطات المحلية للنظر في إعادة فتح زاوية سيدي عبد السلام لتعليم القرآن الكريم والتي تخرج منها طيلة 20 سنة عددا هائلا من الأئمة وحفظة الكتاب الكريم، وبعد تدهور الوضع الأمني هجرت وبقيت هيكلا بدون روح معرضة للإهمال والسرقة من طرف مجهولينا حسب حديث السكان المجاورين له لزيارة التي قادتنا إليها للوقوف على هذا المعلم الديني الذي كانت تزخر به المنطقة من السبعينيات، حيث تتلمذ فيه أكثر من 700 طالب لحفظ القرآن. ورغبة من مواطني قرية سيدي العكروت المجاورين للزاوية في بعثها، طالبوا من رئيس البلدية والدائرة الوقوف على هذا المعلم وإعادة فتحه مجددا من أجل استفادة أبناء المنطقة إلى جانب التخفيف عنهم من مشقة التنقل إلى زوايا تيزي وزو ووهران لحفظ القرآن الكريم. وعلى صعيد آخر، يطالب سكان بني سليمان بضرورة حماية هذا المعلم من خلال وضع حد للصوص الذين يقومون بسرقة ”قرميد وخشب” هياكلها. وفي اتصلنا مع أعضاء الجمعية الدينية لزاوية سيدي عبد السلام وسؤالهم عن إمكانية إعادة فتح الزاوية، رحب الكثير منهم بالفكرة وناشدوا السلطات المحلية والمحسنين بمد يد العون لإعادة ترميمها خاصة وأنها تتوفر على جميع المرافق من مسكن وقاعات دراسة ولا يتطلب ترميمها مبالغ كبيرة.