حظي أمين الشؤون الخارجية بمؤتمر الشعب العام الليبي، سليمان الشحومي، باستقبال من قبل مسؤولين كبار في الدولة الجزائرية على خلفية الزيارة التي قام بها إلى الجزائر لمدة يومين، حيث التقى أمس مع رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، رئيس المجلس الشعبي الوطني، عبد العزيز زياري، والوزير الأول، أحمد أويحيى، كما التقى، أول أمس، وزير الشؤون الخارجية، مراد مدلسي، في الوقت الذي كان فيه منتظرا مساء أمس في العاصمة الموريتانية نواقشوط، ينهي من خلالها الجولة المغاربية التي تبحث من خلالها طرابلس عن إمكانية التوصل إلى حل سلمي للأزمة التي تعيشها ليبيا منذ منتصف فيفري الماضي. وقد وصل الشحومي إلى الجزائر مساء الأحد قادما من تونس، حيث عقد لقاء مع عبد العزيز زياري، رئيس المجلس الشعبي الوطني، عبد القادر بن صالح، رئيس مجلس الأمة والوزير الأول، أحمد أويحيى، في الوقت الذي تجدد فيه الجزائر موقفها الداعي إلى الوقف الفوري للضربات الجوية لحلف شمال الأطلسي ضد ليبيا، وضرورة توصل الشعب الليبي إلى حل سياسي سلمي تفاديا لوقوع المزيد من الضحايا. ولم تتسرب معلومات حول مضمون الزيارة التي قام بها سليمان الشحومي إلى الجزائر، وفحوى المحادثات التي أجراها مع المسؤولين الجزائريين، إلا أن بعض المصادر تحدثت عن “اطلاع الطرف الجزائري بما يحدث في هذا البلد ورغبة ليبيا في الحصول على المزيد من الدعم من قبل دول الجوار للوصول إلى حل سياسي للأزمة التي يعيشها هذا البلد”. وكانت الجزائر دعت إلى حل سلمي للقضية الليبية تبدأ بوقف إطلاق النار ثم الجلوس إلى طاولة الحوار بين نظام العقيد معمر القذافي والمعارضة، بالإضافة إلى عدم اشتراط رحيل القذافي عن الحكم قبل بدء المفاوضات كمرحلة أولى للدخول في مفاوضات جدية من شأنها أن تنتهي بحل الأزمة. وعلى صعيد آخر، ثمنت مساء أول أمس، اللجنة الخاصة للاتحاد الإفريقي حول ليبيا، في بيان قرأه رمطان لعمامرة، مفوض السلم والأمن للاتحاد الإفريقي في بريتوريا، أمام رؤساء الدول الأعضاء في اللجنة، بالخطوات التي قام بها الرئيس الجنوب إفريقي ودورها في بلورة هذا الحل خاصة نتائج زيارته لليبيا في 31 ماي الماضي، حيث حث البيان “الأطراف الليبية على الدخول في حوار فوري يتيح بلورة تفاصيل المرحلة الانتقالية، لإقامة مؤسسات ديمقراطية منتخبة تحقق تطلعات الشعب الليبي في الحرية والديمقراطية، بمساعدة الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي والشركاء المعنيين”. ودعا البيان الأطراف الليبية إلى تقبل المساعي الإفريقية، لأن من شأن ذلك أن يشجع الأفارقة على حل مشاكلهم بأنفسهم، وناشد بيان الوزراء المعنيين في الدول الأعضاء، إلى تكثيف الجهود من أجل نزع فتيل هذه الأزمة ذات الانعكاسات السلبية على المنطقة وعلى إفريقيا برمتها.