يشهد ميناء وهران هذه الأيام مع انطلاق موسم الاصطياف، حركة دؤوبة للجالية المغتربة التي أصبحت تتوافد على الميناء بكثرة وبصورة مكثفة، حيث يرتقب عبور 150 ألف مغترب و60 ألف سيارة، على الميناء بعد برمجة 112 رحلة بحرية، بمعدل 25 رحلة في الشهر ذهابا وإيابا، تزامنا مع عودة الجالية المغتربة لقضاء العطلة الصيفية بالوطن احتمال دخول أسلحة، متفجرات ومخدرات إلى الوطن وصادف وجودنا بميناء وهران، وصول باخرة “طارق بن زياد” القادمة من مرسيليا، وعلى متنها 829 مسافر و365 سيارة، وبينما كان الاعتماد على الرواق الأخضر نعمة للمغتربين، بحيث يسهل من عملية خروجهم من الميناء، فإن ذلك يبقى نقمة بالنسبة لأعوان الجمارك والأمن، بعد استغلال عدد من المغتربين الرواق الأخضر، كمنفذ حقيقي لتهريب كل أنواع الممنوعات من أسلحة ومتفجرات ومخدرات والعملة الصعبة والذهب، وحتى كتب وأقراص مضغوطة تتعلق بالتنصير، إلا أن أخطرها، حسب رئيس فرقة المراقبة بالجمارك بالميناء، تبقى المتفجرات والأسلحة نظرا لخطورتها على الأمن العام، حيث يستعين العديد من المهربين بعائلاتهم للعبور من الرواق الأخضر والإفلات من المراقبة، وذلك في محاولة منهم لتضليل أجهزة الرقابة. وتمكنت ذات الفرقة خلال الصائفة الفارطة، من الوقوف عند أكبر عملية تهريب للأسلحة والتي بموجبها تم حجز 27 بندقية ومجموعة من الذخائر والمتفجرات كانت بحوزة أحد المغتربين، الذي حاول على متن سيارته بمعية عائلته التوغل داخل الرواق الأخضر والعبور منه، إلا أن الشكوك كانت تراود عناصر الجمارك بعد الاشتباه فيه. ولم يستبعد محدثنا من ترقب تكرار ذلك، ما يتطلب يقظة أكثر وحذرا شديدا لإحباط كل محاولات التهريب التي من شأنها الإخلال بالنظام العام. الجمارك تطالب بوضع بنك معلومات أو خلية استعلامات أمنية وقال ذات الضابط “إننا راسلنا المدير العام للجمارك لدعم الميناء بجهاز “سكانير” كبير قصد مراقبة السيارات لتفادي الوقوع في المخاطر، ونحن لا زلنا في الانتظار نترقب ذلك، خاصة في ظل الضغط المفروض على الجهاز الوحيد المتواجد، والذي تعبر منه في كل رحلة أزيد من 300 سيارة، وأحيانا يصاب بأعطاب”، ليضيف “نطالب أيضا بوضع بنك معلومات أو خلية استعلامات أمنية للتأشير على جميع المخالفين الذين يتم توقيفهم بالموانئ، حيث يقومون بتغيير وجهتهم بمجرد توقيفهم بأحد الموانئ إلى موانئ أخرى بالوطن، وهو المشكل الذي أصبح مطروحا بشكل كبير، حيث تم هذه السنة تدعيم الميناء بعناصر جديدة، وقد وصل عددهم إلى أزيد من 21 مراقبا، إلى جانب ضباط سامين وأيضا ستة مفتشين رئيسيين، وهذا لإحباط أي محاولات تهريب لبعض الممنوعات، والتي أصبحت تهدد الاقتصاد الوطني، وتلحق به أضرارا كبيرة، ما بات يتطلب حذرا شديدا. برنامج عمل خاص لاستقبال الجالية وكشف من جهته رئيس فرقة الشرطة بالميناء، عن وصول خلال شهر جويلية تعزيزات أمنية جديدة، وهذا لمضاعفة عدد الأعوان بالميناء من أجل التصدي لكل محاولات التزوير في الوثائق، وعمليات أخرى مخالفة للقانون، حيث نترقب تدفقا كبيرا للجالية المغتربة بداية من الأسبوع القادم وذلك ما يزيد من جهودنا، خاصة أن الجالية بفرنسا تشكل مليون و700 مهاجر مسجل لدى القنصليات، يرغبون في دخول أرض الوطن لقضاء عطلة الصيف وشهر رمضان، وذلك ما يتطلب مراقبة شديدة للأمتعة، خاصة أن المديرية الجهوية لشرطة الحدود سطرت برنامج عمل للتصدي ومواجهة جميع المخاطر التي تسجل عادة مع دخول المغتربين.