افتتحت، أول أمس، بقصر الثقافة إمامة بتلمسان الأيام الثقافية لجمهورية الصين الشعبية بحضور السفير الصيني ليو يوها، الذي أشرف على الافتتاح الرسمي رفقة ممثل وزيرة الثقافة والمنسق العام لتظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، بتدشينهما لمعرض المخطوطات الإسلامية، المكتوبة من طرف الخطاطين المسلمين محمد يوسف وجمال الدين وقد صرح السفير الصيني بالجزائر أن المبادلات الثقافية مع العالم الإسلامي بصفة عامة والجزائر يجب تطويرها من خلال المشاركة في النشاطات المنظمة في البلدين للحفاظ على التواصل والتصدي للتحديات الراهنة في كل المجالات، مبرزا دور الثقافة والتواصل والتبادل الثقافيين في ربط أواصر الصداقة وتعزيز العلاقات الأخرى، كما ذهب السفير إلى امتداد العلاقات الصينية الإسلامية إلى فجر الإسلام من خلال هذا الدين الصين في القرن الأول ميلادي مشيدا بدور الأقلية المسلمة التي تعيش في خويه ثينا بالقرب من إقليم التبت الصيني. وأكد أن هذا الحدث الثقافي بتلمسان ومشاركة الصين في فعالياته يعتبر في حد ذاته مرجعا هاما لتواصل الحظارات. الصين اختزلت المسافات من خلال عرضها للمسرحية الراقصة "ظهر القمر على جبل خاه لاه" بالعشق الصادق بين التاجر العربي ناصر والفتاة الصينية بنت زعيم القرية، هذا العشق الذي كان وراء وصول الإسلام إلى الصين والذي استمر رغم معارضة الوالدين له وطول المسافات والصحاري بين الجزيرة العربية والصين البعيدة. يرسم هذا الحب انجذاب الثقافتين الصينية والإسلامية والتحامهما، حيث تمزج بين قوة وشهامة الرجل العربي وعنفوان الفتاة الصينية. هاتين الصفتين رسمتا أحد أجمل لوحات المسرح في العالم والتي أنتجتها فرقة "لبنت شوان" سنة 2006 والتي اختيرت كأحسن عمل مسرحي صيني صامت في 2008 الجمهور التلمساني تأثر هو الآخر بهذا العمل، حيث أجمعت العائلات التي حضرت لمشاهدة العرض أن هذا العمل يعد الأحسن في تظاهرة تلمسان بعد أوبيرات الافتتاح لمحمد كراكلا "تلمسان صدى الإيمان" وأحسن عمل ثقافي مشارك مقارنة بالأيام الثقافية الدولية للدول الأخرى.