افتتحت سهرة أمس بقاعة العروض الكبرى بهضبة ''لالا سيتي'' في تلمسان، تظاهرة ''عاصمة الثقافة الإسلامية'' بتقديم عرض مسرحي ملحمي حمل عنوان ''تلمسان.. صدى الإيمان'' أشرف على كتابة نصه وإخراجه الفنان اللبناني المبدع عبد الحليم كركلا. واختزل العرض في أسلوب اعتمد الترتيب الزمني، أهم الفترات التاريخية التي مرت بها الجزائر عامة وتلمسان بصفة خاصة. مع إبراز المظاهر الحضارية والثقافية والعمرانية الراقية التي خلفتها هذه الحاضرة في عهد مختلف الدول والإمارات الإسلامية التي تعاقبت عليها. كما سلطت هذه الملحمة الاستعراضية، الضوء على بعض الشخصيات والأعلام التاريخية والأقطاب الدينية التي تركت بصماتها في التراث الوطني، بالإضافة إلى المعالم التاريخية التي بقيت شامخة تشهد على ثراء حضارة ''جوهرة المغرب العربي''. كما أبرز هذا العمل الذي ضم كوكبة كبيرة من الفنانين الجزائريين من مختلف أنحاء البلاد، وفي مختلف المجالات، تلاحم الثقافتين الإسلامية والأمازيغية، مما أفرز تحولات حضارية شملت جميع المجالات الثقافية والعلمية والاجتماعية والعمرانية أدخلت المنطقة كطرف فاعل في الحضارة الإنسانية. كما عكس امتداد الفتح الإسلامي من قبل أبناء المنطقة، وصولا إلى الأندلس، وأهمية المشروع الحضاري الذي حمله المسلمون في مغارب الأرض والمتمثل في نشر الدين الإسلامي وتعاليمه لإخراج هذه المناطق من سيطرة الديانات الأخرى. وكان الاختتام بمجموعة من اللوحات التعبيرية التي حاكت ''جزائر اليوم في ظل الحكم الراشد''، بالإضافة إلى إضاءة سماء تلمسان بالشهب النارية. من ناحية أخرى، نظم سهرة أول أمس، استعراض شعبي عبر أهم شوارع ''عاصمة الزيانيين'' عشية إعطاء إشارة الانطلاق الرسمي للمرحلة الدولية لتظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية''، حيث تجمع جمهور غفير من المواطنين على طول المسار الذي اختير لعبور هذا الاستعراض، وقدموا لمشاهدة ما تحمله 22 عربة كبيرة تمثل مختلف المواضيع المرتبطة بالإسلام، ومدى مساهمته في تطور ورقي الحضارات الإسلامية والعالمية عبر العصور. وقد جلس بالمنصة الرسمية التي أنجزت بحي ''إيمامة'' الواقعة بدائرة ''منصورة''، كل من وزيرة الثقافة خليدة تومي والوفود التي حلت ضيفة على مدينة تلمسان والقادمة من العديد من الدول العربية والإسلامية، حيث تابعوا سير الموكب مصفقين للعمل الجيد الذي قام به فنانون اجتهدوا في تزيين المركبات وأبرزوا ما لديهم من قدرات إبداعية لتجسيد المواضيع المختارة بالمناسبة. وجسدت العربات العديد من المواضيع المرتبطة بالحضارة الإسلامية، من بينها الكعبة المشرفة والمسجد الأقصى وعلم الفلك والفضاء والصناعات التقليدية وكبار العلماء والاختراعات والابتكارات، والفتوحات الإسلامية والمساجد وأسماء الله الحسنى وخريطة البلدان الإسلامية. فيما اعتلت آيات قرآنية كل عربة من عربات الاستعراض التي أشرف الديوان الوطني للثقافة والإعلام على إنجازها. وتسجل تظاهرة ''تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية'' مشاركة عدد هام من الدول بلغ ,29 وكلهم أعضاء بالمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ''الإيسيسكو''، إلى جانب 12 بلدا خارج هذه المنظمة منها إسبانيا والبرتغال والهند والصين والولايات المتحدة.